عميد الدراسات الإسلامية يضع رؤساء أقسام الكلية وأعضاء هيئة التدريس فيها أمام مسؤولياتهم بين يدي الفصل الأول

عقد مجلس كلية الدراسات الإسلامية في الجامعة الإسلامية بمينيسوتا المركز الرئيسي اجتماعه الدوري برئاسة الدكتور عبدالرازق البكري رئيس المجلس عميد الكلية، وذلك يوم السبت الموافق 21 حزيران يونيو، الساعة 5:30 مساءً بتوقيت مكة المكرمة.
افتتح سعادة العميد الاجتماع مرحّبًا بالحضور، ومؤكدًا أهمية التفاعل الجامعي الجاد داخل جروبات الكلية الرسمية الخاصة بمجلس الكلية ومجالس الأقسام. وأشار إلى أن الرد المباشر على الرسائل، خاصة فيما يتعلق بتحديثات الجداول والمقررات، يُعدّ واجبًا وظيفيًا : "نحن بحاجة إلى تفاعل جاد ورسمي ضمن جروبات الكلية ، فالمراسلات المنشورة داخلها تُعد مرجعًا رسميًا للإدارة وتعتمد عليها في اتخاذ قراراتها" قال العميد مخاطبًا أعضاء المجلس.
ثم تناول العميد سير إعداد الكتب الجامعية، مبيّنًا أن بعض الأقسام أحرزت تقدمًا فعليًا، فيما تأخر بعضها الآخر على الرغم من توافر عدد كافٍ من أعضاء هيئة التدريس. وأوضح أن ضعف التفاعل سيترتب عليه قرارات إدارية ومساءلة : "لديك 27 عضوًا في القسم، ثم تقول لي : لا أحد تفاعل؟ إذًا المسألة مسؤوليتك، وعليك أن ترفع تقريرًا رسميًا يوضح الوضع الفعلي" قال العميد مخاطبًا رؤساء الأقسام.
وتمت الإشارة إلى أبرز التحديات التي ذُكرت في سياق النقاش في موضوع الكتب الجامعية، وهي غياب الحوافز المادية والمعنوية المناسبة، والاعتذار المتكرّر من عدد من الأكاديميين، وعدم تخصص بعض المشاركين في إعداد المقررات، وبطء وتشتت في تشكيل لجان الكتاب داخل الأقسام. واقترح المجتمعون بعض الحلول هي أولًا تشكيل لجان موحدة من الأقسام المختلفة، بإشراف مباشر من العمادة، وثانيًا تقنين عدد المقررات المُعدّة لكل عضو مع توفير تحفيز مناسب، وثالثًا الاستعانة بأكاديميين متخصصين من خارج القسم عند الحاجة.
بعد ذلك استعرض العميد بيانات الأقسام، وطلب من رؤساء الأقسام تزويده بتقارير تفصيلية عن أعضاء هيئة التدريس غير المتفاعلين مع الأنشطة الأكاديمية، تمهيدًا لرفعها إلى عمادة شؤون هيئة التدريس. وأكد أن استمرار عدم التفاعل يُعد مؤشرًا على الحاجة لإيجاد بدائل مناسبة.
وناقش الاجتماع التحديات المرتبطة بالإشراف على رسائل الماجستير والدكتوراه، وأكد العميد ضرورة وجود قاعدة بيانات حديثة توضح التوزيع الإشرافي والطلاب المتأخرين ومتابعة أدائهم : "بصفتك المسؤول المباشر عن القسم – يخاطب العميد رؤساء الأقسام - فإن متابعة ملفات الرسائل العلمية تقع ضمن نطاق مهامك، لذا يُفضَّل أن تكون الإجابة وافية من قبلك مباشرة، دون الإحالة إلى الزميلات الإداريات، مع كامل التقدير لجهودهن". ولفت العميد إلى ورود شكاوى من بعض طلبة الدراسات العليا بشأن التأخر في الردود الأكاديمية أو ضعف المتابعة، مؤكدًا أن التجاهل أو التقصير في الردود يعزز التوتر ويُفقد الطلاب ثقتهم بالقسم : "حتى إن لم يكن الحل متاحًا فورًا – يقول العميد مشددًا - فالرد المهني والوعد بالمتابعة يمثّل الحد الأدنى من حق الطالب؛ فصمته لا يعني رضاه، وعلينا الاستماع إليه قبل أن تصل شكواه إلى أعلى الجهات".
الاجتماع أقر عددًا من التوصيات العامة تمثلت بتسريع إعداد التقارير الخاصة بتفاعل أعضاء هيئة التدريس، مع ذكر الأسباب والمقترحات، وتحديث كشوفات الإشراف الأكاديمي ومعالجة حالات التأخر أو غياب المشرفين، و تشكيل لجان تأليف متخصصة، ووضع آلية توزيع المهام بمرونة وكفاءة، وتكليف د. غادة البهنسي بمهام التنسيق بين العمادة ولجان إعداد الكتب، وتفعيل خطة التواصل المنتظم داخل الأقسام وتشجيع المشاركة الذاتية في المبادرات الأكاديمية.
واختتم سعادة العميد الاجتماع بتوجيه الشكر لجميع رؤساء الأقسام والمشاركين، منوهًا بأن أغلب الملفات المرتبطة بالإعداد الأكاديمي وتحديث البيانات سيتم عرضها على إدارة الجامعة فورًا. كما شدد على أهمية الالتزام بمعايير الجودة والتفاعل والعمل بروح الفريق، قائلًا : "أعلم تمامًا أن حجم الجهد كبير، لكن ما نبذله لا يضيع سُدى، وأنا أعدكم أن أطرح كل هذه النقاط أمام الإدارة العليا بكل وضوح. أنتم قادة في كليتكم، ولسنا هنا لتصدير المشكلات، بل لحلها". ووعد العميد بأن التواصل سيستمر مع رؤساء الأقسام في الأيام التالية، مع المتابعة الشخصية منه للتقارير الواردة كافة، والعمل على تحسين بيئة العمل الأكاديمي والإداري خلال الفصل الدراسي القادم.
حضر الاجتماع وكيلة الكلية د. غادة البهنسي، ورئيس قسم السنة وعلومها أ.م.د مصعب نبيل، ورئيس قسم القرآن وعلومه أ. إسلام السيد، ورئيس قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة أ.د عماد الدين عبده العجيلي، ورئيس قسم الدعوة والثقافة د. طه حسين الجوهري، ورئيسة قسم الدراسات الإسلامية باللغة الإنجليزية د. منال مصطفى ومديرة الكلية أ. أنيسة أحمد عثمان.
يُذكر أن العميد عبدالرازق البكري عقد في تمام الساعة الخامسة والنصف مساء بتوقيت مكة المكرمة من يوم الاثنين الموافق 22 حزيران يونيو 2025م اجتماعًا ثانيًا جمعه بأعضاء هيئة التدريس في كلية الدراسات الإسلامية؛ وفي الاجتماع رحب العميد بالأعضاء وشكرهم على جهودهم ثم تناول عدداً من التوجيهات المحورية التي تهدف إلى تعزيز جودة العملية التعليمية وتحقيق الأهداف المنشودة، إذ شدد في مستهل حديثه على أهمية الإخلاص في النية والعمل الصالح، مؤكدًا أن التدريس بنية خالصة لله هو عمل مبارك ومأجور بلا شك. وشدد العميد على أن التدريس مسؤولية عظيمة تتطلب الاستعداد الجيد والتحضير الدقيق للمادة العلمية، داعيًا الجميع إلى بدء التحضير المبكر ضمن أقسامهم والمقررات المكلفة لهم، لأن التهيئة المبكرة تضمن تقديم محتوى علمي متكامل وفعّال.
وبالنسبة لوسائل التعليم، أكد على أهمية استخدام الأدوات التعليمية الحديثة، خصوصًا في بيئة التعليم عن بُعد، مشيرًا إلى ضرورة اعتماد الشرائح التقديمية (PowerPoint) وغيرها من التقنيات التي تسهم في إيصال المادة العلمية بأسلوب جذاب دون الإخلال بجوهر المحتوى. وعن العلاقة مع الطلبة، أوضح العميد أن الطلاب يمثلون أمانة ومسؤولية كبيرة يجب حملها بكل حرص، ودعا إلى ضرورة الإصغاء لهم وتيسير دراستهم مع الالتزام بالمنهج المقرر كأساس، مع إمكانية التوسع المنضبط في المواضيع بما لا يسبب تشتتًا أو تفاوتًا، كما شدد على ضرورة تشجيع الحوار وطرح الأسئلة داخل المحاضرات، مع تخصيص وقت لا يقل عن خمس دقائق لذلك.
في مجال التقييم الأكاديمي، نصح العميد بالاعتدال في وضع التكاليف الدراسية، بحيث لا تكون مفرطة تعجيزية ولا سهلة تضعف من قيمة المقرر، مؤكدًا على دقة تصحيح الواجبات كأداة هامة لمعرفة مستوى الطلاب. كما وجه بضرورة إدراج سؤال من أسئلة الاختبارات النصفي والنهائي مع بداية كل محاضرة لتسهيل إعداد النسخ النهائية لاحقًا. وفي ما يتعلق بموعد المحاضرات، شدد الدكتور عبد الرازق على الالتزام الصارم بالجدول الزمني، موضحًا أن انتظام المحاضرات يعكس الاهتمام بالطلاب، وطالب بالتعويض الفوري لأي تغيب وبالتنسيق المستمر مع الأمناء والمساعدين، مؤكداً أن إدارة الجامعة والكلية تتابع هذا الأمر بدقة.
ونبه إلى أهمية الإشراف المكثف على الرسائل العلمية لطلاب الماجستير والدكتوراه، مع تقديم ملاحظات صادقة وبناءة لضمان تقدم الطلاب في أبحاثهم، ومتابعة تطورهم العلمي عن كثب.
واختتم سعادة العميد كلمته بدعوة مفتوحة إلى التواصل المستمر، قائلاً: "باب العمادة مفتوح على مدار الساعة لأي استفسارات أو مقترحات، ونحن نسعد بدعمكم" وأعرب عن أمله في أن يمر الفصل الدراسي بنجاح، وأن يكون أعضاء هيئة التدريس عونًا وسندًا بعد الله تعالى.