رئيس المركز الرئيسي د. عمر المقرمي يشدد على الالتزام بالإجراءات المهنية والأخلاقية بما يتناسب مع قداسة العلم والتعليم ومكانة المعلم

أكد وكيل الجامعة الإسلامية بمينيسوتا رئيس المركز الرئيسي الدكتور عمر أحمد المقرمي الأهمية القصوى للالتزام بالإجراءات المهنية والأخلاقية في حال اضطرار أي عضو من أعضاء هيئة التدريس لترك مهامه التدريسية، وذلك في خطاب وجهه إلى أساتذة الجامعة يوم الاثنين الموافق 7 تموز يوليو 2025م.
ووجّه الدكتور المقرمي في خطابه الذي حمل عنوان "رسالة مهمة لأساتذتنا الفضلاء وعلمائنا الأجلاء"، تحية تقدير وعرفان لكل أعضاء هيئة التدريس، واصفاً إياهم بأنهم "عماد هذا الصرح وتاج فخره واعتزازه"، ومثنياً على عطائهم الذي "تزهر به كليات الجامعة".
وأعرب وكيل الجامعة عن حرص إدارة الجامعة الشديد على استمرارية العملية التعليمية دون انقطاع، قائلاً: "يعز علينا والله كثيراً أن يغادر هذا الصرح أي كادر من كوادره، أو أن يترك أستاذ المقرر أبناءه الطلبة في منتصف دراستهم". مشدداً على أن انسحاب المحاضر المفاجئ يترك أثراً سلبياً في نفوس الطلاب ويمس المكانة المرموقة للجامعة.
وحثّ الدكتور المقرمي الأساتذة على التعاون من أجل تجاوز العقبات والصعوبات، قائلاً: "رسالة العلم سامية، تسمو على كل مشكلات أو عقبات قد تواجهها"، داعياً إياهم إلى عدم التوقف أو الانسحاب "لأبسط مشكلة أو أول عقبة"، ومذكراً بأن "الله لا يضيع أجر المحسنين".
ووضع وكيل الجامعة آلية واضحة تستند للقيم المهنية والأخلاقية في حال تعذرَ الاستمرار وأصبح الانسحاب حتمياً؛ وتتمثل هذه الآلية بخطوات محددة تبدأ من "تجنب الإعلان المباشر للطلاب"؛ إذ شدّد الوكيل على أن "لا يكون أبداً أول إجراء يبدأ به أستاذ المقرر هو تقديم استقالته للطلاب" عبر رسالة مفاجئة في مجموعات المقرر، لما يسببه ذلك من حزن للطلاب وإحراج للجامعة، وأن الواجب واللائق هو "التقديم بشكل رسمي للإدارة"؛ إذ يجب – بحسب خطاب الوكيل - على الدكتور الراغب بالانسحاب تقديم استقالته كتابياً إلى رئاسة القسم أو مجلس الكلية، مع توضيح الأسباب (ما أمكن) وإيراد تفاصيل عن سير المقرر وموقعه الحالي، وتسليم أي أمانات متعلقة بالطلاب (كالدرجات).
وطبقًا للخطاب تمثلت الخطوة الثانية بـ"المعالجة الإدارية السريعة"؛ فبمجرد استلام الاستقالة، تعمل إدارة القسم والكلية على معالجة الأمر فوراً، ومحاولة إقناع الأستاذ بالعدول عن قراره استنادًا لما ذكره من أسباب، فإذا أصر على القرار، يتم إسناد المقرر لمحاضر آخر، وتحديث الجداول، وإضافته لمجموعة المقرر. أما الخطوة التي تليها في حالة الإصرار على الاستقالة فهي "الوداع المهني والترحيب بالبديل" إذ يُمكن للأستاذ المستقيل أن يوجه رسالة وداع لطيفة للطلاب في مجموعة المقرر، يشرح فيها الموقف (بشكل مناسب)، ويودعهم، ويرحب بالدكتور الجديد الذي سيتولى المقرر، داعياً لهم بالتوفيق.
أما الخطوة الأخيرة بحسب خطاب الوكيل فهي "التقدير العلني للمغادِر"؛ حيث يتولى رئيس القسم الإعلان عن تقدير الجامعة للأستاذ المغادر في مجموعات هيئة التدريس والطلاب، مع التأكيد على ترحيب الجامعة بعودته متى أمكن ذلك، دون إزالته من المجموعات.
واختتم الدكتور المقرمي خطابه مؤكداً أن هذه الإجراءات "بسيطة" و"سهلة"، لكن أثرها "طيب" وذكراها "حسنة" لدى الجميع. ودعا الله أن "يديم عطاء" الأساتذة، ويبارك أعمالهم، وأن يجعلهم "ذخراً وفخراً لجامعتهم".
يُشار إلى أن هذا الخطاب يأتي في إطار حرص إدارة الجامعة على الحفاظ على استقرار العملية التعليمية، وضمان حقوق الطلاب ومكانة الدكاترة، وتكريس أعلى معايير المهنية والعلاقات الإيجابية بين جميع مكونات الأسرة الجامعية.
الجدير بالذكر أن الخطاب لقي تفاعلًا إيجابيًا من عموم العمداء والوكلاء ورؤساء الأقسام ونوابهم وجمهور أعضاء هيئة التدريس؛ حيث أكدوا – عبر عشرات المنشورات - على الأهمية القصوى لمضامينه وأعربوا عن ثقتهم بأن أعضاء هيئة التدريس لا يسعهم إلا أن يكونوا المثل الأعلى في التعامل بما يليق بمكانة المهنة السامية وبما يتناسب مع قداسة العلم نفسه.