د. سهام عبدالباقي محمد حميد

كلمة رئيس القسم

تتجلى أهمية علم التاريخ وتتجسد فى قدرته على فهم الماضى، والتوصل لاستدلالات واستخلاص التحليلات التى تٌساهم فى بناء مستقبل زاهر للأمم والشعوب بكافة المجتمعات الإنسانية. ولهذا تَصدّر فروع المعرفة لقدرته على حل المشكلات الحاضرة، والمعاصرة بالقياس على نظائرها أو بمقاربتها بأحداث الماضى. فأصبح زاد البشرية المعرفى المتراكم عبر العصور والحِقب الزمنية المتلاحقة، ومٌلهم العقل البشري، وسبب تقدّم مٌختلف العلوم، وارتقاء الأمم والحضارات وازدهارها.

وتٌمثل مقررات قسم التاريخ والحضارة الاسلامية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية -بالجامعة الإسلامية بمنيسوتا مزيج معرفى مٌتميز لا غنى للطالب عنه. يٌبحر في أعماق التاريخ في العصر الجاهلي مرورًا بصدر الإسلام وبناء الدولة فى العصر النبوى، وعصر الخلفاء الراشدين، واللاحقين. ويَشهد تشكيل الدويلات والعواصم الإسلامية، ويغوصٌ فى تاريخ الأديان الوضعية والسماوية ويٌقارب ويٌقارن فيما بينهما، ويمضي قٌدما في استعراض نٌظم الحكم والإدارة والسياسية، والإقتصاد، والنٌظم الاجتماعية. كما يٌسلط الضوء على إسهامات العلماء المسلمين ودورهم فى تأسيس العلوم التى استقت منها أوروبا العلم والمعرفة، وعلى النظرة الغربية لإسهامات الإسلام والمٌسلمين العظيمة فى المعارف كما تتجلى فى المصادر الأوروبية، وفى كتابات المستشرقين مع اختلاف نوازعهم وميولهم الشخصية. وصولاً إلى دراسة القضايا المٌعاصرة بالبلدان الإسلامية.

لذا فالتاريخ بحر لجي مٌتلاطم الأمواج يتداخل فيه الماضي والحاضر ليُشكلان خبرات المستقبل ومعارفه. مما يٌساعد على استشراف المستقبل، وإعادة صياغته بما يٌناسب مقتضيات العصر ومٌجرياته بنهج تحليلى أصيل. يٌسهم فى تشكيل خرّيج قادر على الانخراط بمجال التدريس بالمدارس والجهات الأكاديمية، وباحث مٌتخصص بمراكز البحوث والدراسات التاريخية، فضلا عن العمل كمٌرشد سياحي بالأماكن الأثرية ومٌشرف عام لدى المتاحف والمواقع الأثرية..... الخ. 

فهنيئا لطلابنا وجود هذا القسم المٌبارك والذي يٌمكّنهم من الدراسة المتعمقة للتاريخ، والحضارة، والثقافة الإسلامية الأصيلة ويٌساعدهم على تشكيل شخصية تحليلة، ونقدية، وعلى فهم قضاياهم الأنية. وتشكيل مستقبلهم، وأعادة إنتاج شخصيات قيادية تٌعيد أمجاد الأمة الإسلامية وتتشبث بهويتها التى لا عز إلا بها ولا ذٌل إلا بدونها ولا أمل إلا في استحضار ماضيها وتاريخها. فلوذوا بالتاريخ شباب الأمه وادرسوه لتسودا اليوم وغدا.

الجامعة الإسلامية بمنيسوتا

نظامٌ فريد لجيلٍ جديد

سجل معنا