د. سهام عبدالباقي محمد حميد
كلمة رئيس القسم
يُعد علم التاريخ من أقدم العلوم الاجتماعية، التي عني بها الإنسان باعتباره كائن اجتماعي، يحتاج لفهم تاريخه، وتطوره وما تمخض عنه من حضارة وآثار لا تزال باقية كدليل إثبات على عظمة الأجداد الأولين، ولهذا تَصدّر فروع المعرفة لقدرته على حل المشكلات الحاضرة، والمعاصرة بالقياس على نظائرها أو بمقاربتها بأحداث الماضي. فأصبح زاد البشرية المعرفي المتراكم عبر العصور والحِقب الزمنية المٌتلاحقة، ومٌلهم العقل البشري، وسبب تقدّم مٌختلف العلوم، وارتقاء الأمم والحضارات وازدهارها. وتتجلى أهمية علم التاريخ وتتجسد في قدرته على فهم الماضي، والتوصل لاستدلالات واستخلاص التحليلات التي تٌساهم في بناء مستقبل زاهر للأمم والشعوب بكافة المجتمعات الإنسانية.
أما علم الآثار فهو دراسة علمية لمخلّفات الحضارة الإنسانية الماضية، يُعنى بدراسة الإنسان منذ بِدء الخليقة، ودراسة مخلفاته من أدوات، وأسلحة، وكهوف، ومنازل، وقبور وبقاياه العظمية، ورفاته، وتاريخ الثقافة الإنسانية، وتطورها لتحديد الأجناس من خلال الدراسات المٌعمقة للشعوب القديمة، خلال الحِقب الزمنية، ويٌقارن بعضها بالبعض الآخر، أو يٌقسّم تلك العصور ذاتها إلى فترات زمنية طبقًا للتطور في الأدوات، وطرازها، وأنماطها، وزخارفها. مما يٌسهم في حفظ التراث المادي وإذا كانت النصوص التاريخية اساسية في رصد حركة التاريخ وتسجيل أحداثه، فالآثار من المصادر الأصيلة التي تٌفيد في إثبات صحة أقوال المؤرخين وتكشف عن حقائق لم تَعرض لها المصادر التاريخية على اختلافها. لذا فالعلمان متكاملان، وتٌمثل مقررات قسم التاريخ والآثار بكلية الآداب والعلوم الإنسانية - بالجامعة الإسلامية بمنيسوتا مزيج معرفي مٌتميز لا غنى للطالب عنه.
ويضم القسم كوكبة من المتخصصين ذائعي الصيت بوسائل الإعلام المختلفة المرئي، والمسموع، والمقروء، كما يشارك معظمهم في العديد من الندوات والمؤتمرات والمحاضرات المحلية والدولية، إلى جانب كتبهم وابحاثهم العلمية الرصينة في ذات التخصص مما يسهم في تخريج طلاب بارزين في مجال التاريخ والآثار على مستوى الوطن العربي.
فهنيئا لطلابنا وجود هذا القسم المٌبارك والذي سيسهم في تنمية قدراتهم التحليلية، والنقدية، وسيساعدهم على الفهم المتكامل لقضاياهم الآنية. وتشكيل مستقبلهم، وإعادة إنتاج شخصيات قيادية تٌعيد أمجاد الأمة الإسلامية وتتشبث بهويتها التي لا عز إلا بها ولا ذٌل إلا بدونها ولا أمل إلا في استحضار ماضيها وتاريخها، واستعادة آثارها المنهوبة. فلوذوا بالتاريخ وتدارسوه، وأدركوا قيمة ما خلفته الحضارات من آثار شباب الأمه لتسودا اليوم وغدا.
والله ولي التوفيق...