توطئة المؤتمر
ظهر الذكاء الاصطناعي في منتصف الخمسينيات بالتزامن مع استحداث ما عرف بعدها بالحاسوب. فقد تم تصنيع جهاز ENIAC وهو أول كمبيوتر إلكتروني بالكامل سبقته بعض الإرهاصات التقنية المختلفة والتي أساس فكرتها بناء جهاز، تقدم له المعطيات فيقوم بمعالجتها بدقة وفي أقل مدة ممكنة. وتجدر الإشارة أن تحقيق ذلك كان بمثابة أكبر اختراع عرفته البشرية آنذاك.
بمرور الوقت، مكن الذكاء الاصطناعي منذ عام 2010، مع الزيادة الهائلة في سعة التخزين للمعالجات، وتسريع التدفقات بين الحواسيب داخل الشبكة مما أضاف القوة في سرعتها الحسابية، دون أن ننسى تقليل تكلفتها ، فقد احتلت تقنيات الذكاء الاصطناعي مكانة متزايدة في مجتمعاتنا وهكذا أصبح الأمر ضروريًا ومسلمًا به، مما يجعل من الممكن معالجة الكميات الهائلة من المعلومات المنتجة أمرًا مريحًا ومثيرًا للقلق في نفس الوقت، من حيث أنها تحاكي العديد من الملكات المعرفية البشرية، لدرجة أن بعض الناس يقلقون ويتساءلون عما سيبقى للإنسان وما الذي يمكنه فعله وإلى أي مدى ستذهب به المخرجات؟ .... للإجابة على هذا، من الضروري أولاً تحديد المعاني الاصطلاحية التي يغطيها مفهوم الذكاء الاصطناعي إضافة إلى عدة نواحي معرفية، أخلاقية ودينية.
الإشكالية الأساسية التي انبثقت منها فكرة المؤتمر، هي الضرورة الآنية لاطروحات الواجب التعامل معها عبر الاجتهاد الشرعي وطبقًا للمنظور الاسلامي فيما يخص بعض المصطلحات الواردة من الشمال المنتج للأفكار نحو الجنوب المستهلك لها. أهمها ما يتم تداوله في الأوساط العامة وكذا الخاصة من أخبار ما يعرف بالذكاء الاصطناعي التوليدي أو الذكاء الاصطناعي العام AGI/ASI.
تعددت المخرجات فانبهر بنتائجها المتتبعون، المتعبون تحت قهر الاستهلاك. فكان لزامًا على النخبة داخل الجامعات ومخابرها أن تدلو بدلوها، وتتكاثف الجهود لمعاينة المسألة بكل روح علمية موضوعية ومن كل الجوانب الاجتهادية لنأمن العواقب السيئة والتأثيرات الجانبية.
فكان من الضروري على الجامعتين وفي إطار التخصص العام لكل منهما، المساهمة بأبحاث علمية محكمة طبقًا للمنظور الشرعي والعلمي الهادئ بما يتناسب مع الموروث الديني والأخلاقي.