الخالدي : الأثر السلبي للإنجليزية على المسلم يكمن بفكرها لا بذاتها كلغة

الخالدي : الأثر السلبي للإنجليزية على المسلم يكمن بفكرها لا بذاتها كلغة

  أقام مركز التدريب والتطوير والبرامج المجتمعية بالتعاون مع قسم الدراسات الإسلامية باللغة الإنجليزية في الجامعة الإسلامية بمنيسوتا - المركز الرئيسي محاضرة علمية باللغة الإنجليزية بعنوان (الأثر السلبي للغة الإنجليزية على كيمياء فكر الفرد المسلم) قدمها الدكتور محمد الخالدي، وتضمنت محورين؛ المحور الأول (تشخيص الأثر السلبي) والمحور الثاني (المضادات الحيوية المناهضة للأثر السلبي)

بدأ الدكتور الخالدي بمحور تشخيص الأثر السلبي؛ حيث بين أن مادة فكر اللغة الإنجليزية ومناهجها وآدابها وعلومها من المسرحيات والحوارات والقصص والروايات والنثر والشعر والمهارات الخمس للغة الإنجليزية، وغيرها والتي تدرس لبناتنا وأبنائنا في المعاهد والمدارس عموماً والجامعات خصوصاً تعالج قضايا دينية واجتماعية وسياسية واقتصادية وفكرية وغيرها لا تنتمي لفكرنا ومبادئنا وقيمنا وأخلاقنا وسلوكنا الإسلامي الحنيف وسنة نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم؛ مؤكدا أنها تحمل كل فكر وأدب خبيث، لا ينفع في الدنيا ولا في القبر ولا في الآخرة، شارحا بالأمثلة حقيقة كونها لغة محشوة بمعلومات وبيانات بلا أدب ولا أخلاق ولا قيم ولا مبادئ .

 

   وأعرب الخالدي عن أسفه من أن كثيرا من المدرسين والدكاترة المسلمين مستسلمون لهذه المناهج والآداب، التي قال إنها تملى علينا من بيئات غير إسلامية، ولا أحد منهم - يقصد المعلمين المسلمين - يجتهد في بلورة هذه المناهج لتكون نافعة غير ضارة لمجتمعنا الأكاديمي، مؤكدا أنهم لا يبالون بذلك، بل إن البعض - يقول الخالدي - يساهم في إنجاح تشكيلات هذه المناهج والآداب والعلوم الإنسانية المغلفة باللغة الإنجليزية والتي لا تمت لإسلامنا بشيء، مستدلا على خطورة هذا السلوك بقول الله تعالى [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ] (الأنفال 27) وبقوله تعالى [وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ] (البقرة 42) .

   وقال الدكتور الخالدي إن الطالب يأتي ليتعلم اللغة الإنجليزية وآدابها بنية طيبة ممتثلاً لسنة نبيه الكريم: "‏من سلك طريقًا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقًا إلى الجنة‏"‏رواه مسلم‏، ‏عسى أن يرضي ربه ووالديه ومجتمعه فيستفيد ويفيد في الدنيا والآخرة فيبيت على ذلك، ولكنه يصبح ضحية وأسيراً لعلم يحمل فكرا تتلاطم في خضمه المعتقدات والمسارات غير الناضجة، التي تحمل محتوى غير إسلامي وأدبا "بلا أدب"! فيتخرج الطالب - والكلام لا يزال للدكتور الخالدي - وقد سُلب عقله الباطن ذو الفكر السليم وحل مكانه عقل باطن ذو فكر وسلوك مليء بالفوضى، إذا لم يضر ، لا ينفع .

   ثم انتقل الخالدي إلى المحور الثاني (المضادات الحيوية المناهضة للأثر السلبي) وهي - نوردها باختصار وبدون شرح - أسلمة مواد المهارات الخمس، وخلق حوارات ومسرحيات إسلامية، وانتقاء السير والقصص التي تنتمي للفكر الإسلامي، واستبدال الشعر والنثر غير الإسلامي بالشعر والنثر الإسلامي، وإعادة بناء اللغة الإنجليزية لتصبح أنموذجاً للمسلمين وغير المسلمين بأن تكون مبنية على معايير تبني ولا تهدم، ولا تخالف ضوابط الشريعة الإسلامية، وتعزز الأخلاق والقيم والمبادئ الإسلامية، بحيث يتربى النشء على الفكر السليم قال تعالى [إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مغفرة وأجرا عظيما] (الأحزاب 35)

   وشدد الخالدي على ضرورة أسلمة فكر اللغة الإنجليزية لتخدم عقيدة المتعلم وخلقه عواطفه ومشاعره وأحاسيسه، بحيث تقود اللغة نفس صاحبها لتزكيتها وتطهيرها بصورة ترتقي بروحه لخشية ربه والخوف منه وحب نبيه وحب كل ما يقرب إلى الجنة وكره كل ما يقرب من النار، وتقود إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعمل الصالحات .

   وفي ختام المحاضرة نوه الخالدي بأن المشكلة ليست باللغة الإنجليزية ولكن بالفكر الذي تحمله اللغة .