الماجستير لمنير كويسي في علم علل الحديث

الماجستير لمنير كويسي في علم علل الحديث

   من كلية الدراسات الإسلامية - قسم السنة النبوية وعلومها، حصل الباحث منير بن محمد كويسي على درجة الماجستير في السنة النبوية، وذلك بعد الجلسة العلنية التي عقدتها عمادة الدراسات العليا لمناقشة رسالته الموسومة ب(إعلال الحديث بقول الناقد "حديث فلان أصحُ من حديث فلان" دراسة نظرية تطبيقية في كتاب العلل لابن أبي حاتم) وذلك بواسطة لجنة مناقشة، تكونت من الدكتور ناصر أحمد حلوة، رئيس قسم السنة النبوية و علومها بالجامعة الإسلامية بمنيسوتا، رئيسا، والدكتور فائز محمد النوعة عضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية بمنيسوتا، مشرفا، والبروفيسور يوسف عبد الرحمن ميغا، عضو هيئة تدريس بالجامعة الإسلامية بمنيسوتا، مناقشا داخلياً، والدكتور محمد المتولي علي، وكيل كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات جامعة الأزهر بورسعيد، مناقشا خارجياً .

   وتأتي أهمية هذه الرسالة في وقت تشهد فيه السنة النبوية حربا لا هوادة فيها من أطراف مختلفة وبأشكال متعددة، حيث يحاول البعض التقليل من شأن علوم السنة النبوية، ومناهجها العلمية التي شهدت للعلماء المسلمين بالعبقرية الفذة، بعد أن وضعوا قواعد تمحيص السنة النبوية وغربلتها سندا ومتنا، في سابقة لم تحدث في تاريخ البشرية .

   وتسلط رسالة الباحث منير كويسي الضوء على واحد من علوم السنة، وهو علم العلل، إذ لا شك أن المحدثين النقاد قد كان لهم منهج فريد في تدوين علم العلل و تقعيد أصوله ، وتفريع جزئياته، و كشف الستار عن غوامضه ،فكان لهم في ذلك إصطلاحات و ألفاظ يعللون بها الأحاديث؛ ولقد كان من الضرورة بمكان على الباحثين والمشتغلين بهذا الفن الإعتناء بهذه الألفاظ وتوضيح معانيها . 

   ومن خلال قراءة الباحث في كتاب العلل لابن أبي حاتم ، كان قد علق في ذهنه من تلك الألفاظ لفظة " أصح"، فنجد مثلا الإمام أبو حاتم أو أبو زرعة يقولان أحيانا حديث فلان أصح من حديث فلان ، و لما كان الميدان الواقعي لإستعمال هذه الألفاظ هو ميدان النقد المباشر للمرويات ، و ليس كتب الإصطلاح التي تعمل على تنظير و تقعيد هذه الألفاظ ، كان من الضروري فهم و تحرير هذا اللفظ؛ ليس فقط عند ابن أبي حاتم و أبي زرعة بل حتى عند غيرهم من النقاد، فكانت فكرة هذا البحث أن يبحث في جانبين يعملان على دراسة هذا اللفظ؛ وهما الجانب النظري و الجانب التطبيقي.

   ففي الجانب النظري يبين الباحث أن هذا اللفظ لم يقتصر النقاد باستعماله في جانب واحد فقط، بل استعماله كان واسعا، فهم أحيانا يستعملونه في تعليل الأحاديث فيقولون مثلا: حديث فلان أصح ،أو حديث فلان أصح من حديث فلان، وأحيانا في المقارنة بين الأبواب الفقهية ، وأحيانا يستعملونه فيما يتعلق بمبحث الجرح و التعديل و هكذا .. فلذلك كان من الضروري توضيح مفهوم و دلالة لفظة "أصح" عند النقاد و أوجه استعمالهم لهذا اللفظ بصفة عامة و في كتاب علل الاحاديث لابن أبي حاتم بصفة خاصة .

   ثم يأتي الجانب التطبيقي ، والذي من خلاله تم دراسة الأحاديث التي اختارها الباحث من خلال كتاب علل الأحاديث ،والتي أعلت بهذا اللفظ " حديث فلان أصح من حديث فلان".