لقاء مفتوح للخريجين بوكيل الجامعة

لقاء مفتوح للخريجين بوكيل الجامعة


 

أقامت عمادة شؤون الخريجين في الجامعة الإسلامية بمنيسوتا المركز الرئيسي الأمسية الثقافية الأولى بمناسبة حلول اليوم الأول من الأيام العشر من ذي الحجة المباركة، حيث استهدفت هذه الأمسية بالدرجة الأولى الطلبة الخريجين والذين اقتربوا من التخرج، وذلك يوم الجمعة 7 حزيران يونيو 2024م.

بدأت الأمسية بتقديم رقيق ألقته عميدة شؤون الخريجين الدكتورة هند سيف النصر عشماوي ذكرت فيه مكانة العلم ومكانة الرجال الذين قيضهم الله لنشره عبر الأثير، وأثنت في هذا الإطار على وكيل الجامعة الدكتور عمر المقرمي وبجهوده الجبارة المتمثلة بتأسيس أكبر فرع للجامعة الإسلامية بمنيسوتا وهو الذي استحق أن يدعى المركز الرئيسي.

ثم ألقى الدكتور عمر المقرمي كلمة أثنى فيها على الدكتورة هند عشماوي في إدارتها لعمادة شؤون الخريجين، قبل أن يرحب بالطلاب المشاركين في الأمسية مذكرًا الجميع بالفضل العظيم للأيام العشر من ذي الحجة وأهمية اغتنامها بصالح الأعمال، مستدلاً بالحديث الذي أخرجه البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من أيام العمل الصالح فيها أحبّ إلى الله من هذه الأيام - يعني أيام العشر - قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء.

ونوه وكيل الجامعة بأن طالب العلم هو الأحرى باستغلال هذه الأيام، وبارك للطلاب الخريجين بمناسبة نهاية الفصل الدراسي الصيفي مشيدًا بصبرهم طيلة الفصول الثمانية، وذكرهم بأهمية دورهم في نقل رسالة العلم للعالم أجمع، وشدد على أن طالب العلم هو محور العملية التعليمية في الجامعة وهو المقصود بكل الجهود والإمكانات والقدرات والموارد التي لدى الجامعة، وأن إدارة الجامعة تقوم بتسخير ما لديها من أجل هذا الطالب أداءً للأمانة، وأشاد الوكيل بالمكانة التي احتلتها الجامعة من حيث جودة الخدمة التعليمية التي تقدمها، وأحال - لتأكيد ذلك - على ما يشعر به الطلاب الذين يستكملون مراحل دراستهم العليا فيها والبون الكبير الذي يتحدثون عنه مقارنة بكثير من الجامعات الحضورية.

ونبه الوكيل في كلمته إلى أن المسؤولية مشتركة بين جميع منسوبي الجامعة من الأكاديميين والإداريين والطلاب، وأن كل فرد يقف على ثغرة من هذه المسؤولية، وأثنى على هيئة التدريس في الجامعة مؤكدًا أن أعضاءها من أكفأ الكوادر في تخصصاتها، وأن كل دكتور يحرص كل الحرص أن يلقي محاضراته مباشرة عبر موقع الزووم وأن ما يسجل من المحاضرات عوضًا عن الإلقاء المباشر نادر جداً، وأن الطالب يلتقي بالدكتور أثناء المحاضرة، ويتفاعل معه في مجموعة الواتسأب الخاصة بالمادة بعد المحاضرة، وأن كل الوحدات والعمادات تحف بالطالب من كل الجهات كي تضمن نيل كامل حقوقه، وما على الطالب سوى استغلال هذه البيئة المثالية للتلقي، ليتخرج مشروعًا من مشاريع العلم تستطيع الجامعة استثماره لنقل رسالتها إلى البلد الذي ينتمي إليه.

وأوضح وكيل الجامعة في نهاية كلمته النظام المعتمد للتخرج من الجامعة الإسلامية بمنيسوتا المركز الرئيسي ومراحل حصول الخريجين بعد التخرج على الوثائق اللازمة لتخرجهم، وأبدى استعداده لحل كل مشكلة لدى أي خريج، والإجابة على أي استفسار، وتوضيح أي غموض فيما يتعلق بهذا الموضوع.

بعد ذلك ألقت عميدة شؤون الخريجين الدكتورة هند عشماوي محاضرة الأمسية تحت عنوان (كيف نفوز بعشر ذي الحجة) وتناولت الموضوع من خلال سبعة محاور، هي (حدد أهدافك) و(خطط ليومك) و(قطع الشواغل) و(ما أنت إلا يومك) و(تعرف على فضلها) و(ما يمضي لا يعود) و(أحسن الظن وأحسن العمل وأحسن التوكل) وفي هذا المحور الأخير قسمت الدكتورة هند الناس من حيث فهمهم للتوكل إلى ثلاثة أصناف؛ الصنف الأول سمته "صنف المتواكلين" وهم الصوفية الذين يتوكلون دون القيام بالأسباب، والصنف الثاني الذين يقومون بالأسباب دون التعلق بالله، والصنف الثالث وهم من جمع بين حسن العمل وحسن التوكل.

بعد المحاضرة القصيرة كان الطلاب على موعد مع فقرة (حوار مع خريج) حيث تم اختيار إحدى الخريجات وهي الطالبة عادلة إبراهيم، وقد وجهت لها الدكتورة هند عشماوي بعض الأسئلة التي أجابت عنها الخريجة، قبل أن تلقي كلمة شكر للجامعة باسم الخريجين.

واختتمت الأمسية الثقافية بلقاء مفتوح لم تنقصه الصراحة، جمع بين الخريجين والدكتور عمر المقرمي الذي أجاب عن جميع أسئلة واستفسارات الخريجين، وعلق على مداخلاتهم دون أي مواربة أو غموض.

في بداية اللقاء روى أحد الطلاب في كلية الإعلام قصته مع الجامعة الإسلامية بمنيسوتا المركز الرئيسي؛ وكانت بداية القصة حين قام الطالب بالتسجيل في الجامعة دون أي جدية في الدراسة وهو الموظف الكبير في سلك الإعلام في بلده؛ لكن الانطباع الإيجابي المفاجئ الذي شعر به الطالب فيما يتعلق برقي الدراسة جعله يقرر دراسة الماجستير والدكتوراه في مجال الإعلام في الجامعة، وعقب روايته للقصة وجه كلمة شكر للجامعة مفعمة بالمشاعر الجياشة والامتنان للقائمين عليها، واصفًا كلمته بأنها كلمة حق ليس له أي غرض من ورائها.

إحدى المداخلات جاءت من عميد الشؤون الأكاديمية الدكتور أسامة عبدالرحمن الذي بدأ في مداخلته بتوجيه الشكر لوكيل الجامعة على مشاركته في الأمسية والتقائه بالطلاب، مشيرًا إلى الاهتمام الذي توليه الجامعة للطالب حتى بعد تخرجه، ثم تحدث العميد عن الطالبة عادلة إبراهيم التي أصرت على مواصلة الدراسة في ظل ظروف الحرب في السودان، وهي الظروف التي كادت أن توقفها عن استكمال المشوار، لكن إصرارها وتفهم الجامعة لظروفها الاستثنائية جعلها تحقق علامات مرتفعة؛ وهنا يشير العميد إلى التهم التي تلقى جزافًا على التعليم الجامعي عن بُعد، وأن هذه التهم تعود لعقليات تتسم بعدم الدقة وبالتعميم.

الوكيل أثنى بدوره على العميد بالإشارة إلى النظام الإلكتروني الذي ابتكرته عمادة الشؤون الأكاديمية تحت قيادته، وكان له دور إيجابي في دقة المتابعة للمحاضرات الأكاديمية التي تلقى في القاعات، ضمن العملية التعليمية.

خريج الماجستير من قسم الفقه وأصوله الطالب عبدالرحمن محمود حكى في رسالة شكر للجامعة، عن قبوله لدراسة الدكتوراه في (جامعة أفريقيا الفرنسية العربية) في جمهورية مالي بناء على اتفاقية تعاون مشتركة بين الجامعة الإسلامية بمنيسوتا وهذه الجامعة المعترف بها في العالم كله، وقد هنأه الوكيل معربًا عن سعادته بذلك، وعن أن هدف الجامعة هو مصلحة الطالب وحمله لرسالة الجامعة وتجاوزه لكافة العوائق.

عمر رزق الله الطالب في مرحلة الدكتوراه هو الآخر ألقى رسالة شكر مفعمة بالكلمات الرقيقة المعبرة عن مدى استفادته من خلال دراسته التي قال إنه كان مترددًا بشأنها في البداية لكنه بعد تشجيع كثير من الزملاء له قام بالتسجيل، وأعرب عن أمله بموافقة وزارة التعليم العالي في السعودية على اعتماد وثائق التخرج التي تصدرها الجامعة.

الوكيل علق على مداخلة عمر رزق الله بتركيزه على مسألة الاعتماد في السعودية وأن الجامعة لا تدخر جهدًا في هذا السبيل ولن تدخر؛ ونوه بأن كثيرًا من الطلبات تأتي للجامعة هدفها التحقق من وثائق طلاب تقدموا للتوظيف في مؤسسات ويتم قبولهم بناء على رد الجامعة على هذه الطلبات وتلبيتها بما يلزم من البيانات والمعلومات.

عميد الشؤون الأكاديمية عاد للتعليق على ما ورد في رد وكيل الجامعة على مداخلة عمر رزق الله، وفيما يخص الاعتماد تحديدًا، حيث أكد العميد أن هناك مدارس مرموقة في السعودية تضع قائمة بالجامعات المرحب بها في التعيين، وأن جامعتنا موجودة بالفعل في بعض هذه القوائم.

نهاية مطاف المداخلات – قبل اختتام الدكتورة هند للأمسية - كان اقتراح لعمل جماعات طلابية على مستوى الجامعة، وأن يكون هناك نادي للخريجين، حيث رد الوكيل بالحديث عن رابطة شؤون الخريجين الموجودة مذكرًا بما لها من فائدة عظيمة على الخريجين من حيث تبادل الخبرات والمنافع التي تخص مستقبلهم بعد التخرج.