الدكتوراه في الفقه وأصوله لمحمد سمير عبدالرحمن سيد بتقدير ممتاز بعد مناقشة حضورية والدكتور المقرمي يشكر فندق الجود بمكة

الدراسة تطبيق لقواعد فقهية على المتاجر الذكية والدردشة الذكية والإثبات الذكي واستخدام الذكاء الاصطناعي لدعم مرضى السكتة الدماغية وذوي الحاجات الخاصة والفحص بالتصوير المقطعي المحوسب وتقنية مقياس التأكد اللفظي والمركبة ذاتية القيادة والتجارة الذكية والروبوتات التي على شكل إنسان وتطبيقات التجسس
أوصت لجنة علمية من قسم الفقه وأصوله برئاسة الدكتور صلاح أحمد فراج رئيس القسم بمنح الباحث محمد سمير عبدالرحمن سيد درجة الدكتوراه، وذلك إثر مناقشة رسالته الموسومة بـ(القواعد الفقهية المتعلقة بالتيسير ورفع الحرج وتطبيقاتها في مجالات الذكاء الاصطناعي)، وفي هذا التقرير ملخص لوقائع المناقشة
- تقرير / نادر سعيد
لجنة المناقشة
المناقشة تمت حضورياً في فندق الجود بمكة المكرمة، في جلسة علنية بإشراف عمادة الدراسات العليا والبحث العلمي بالمركـــز الرئيسي بالجامعة الإسلامية بمينيسوتـــا يوم الخميس الموافق 9 كانون الثاني يناير 2025م، الساعة الرابعة عصرا بتوقيت مكة المكرمة. وقد تكونت لجنة المناقشة - إضافة إلى رئيسها – من الدكتور مصطفى أحمد محمد حسين، مشرفًا ومقررًا، والدكتور جمعة هاشم الأشرم، عضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية بمينيسوتا، مناقشًا داخليًا، والدكتور محمد عبدالله الوردي، عضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية بمينيسوتا، مناقشًا خارجيًا.
تمهيد رئيس اللجنة
بدأت المناقشة بمقدمة لرئيس اللجنة الدكتور صلاح فراج أكد فيها أن كل رسالة علمية تمثل بناء معرفيًا يساهم في الفهم والبناء والتطوير، ثم شكر إدارة الجامعة وإدارة كلية الشريعة وشكر قسم الفقه وأصوله واللجنة العلمية وعمادة الدراسات العليا، وذلك قبل إفساح المجال للباحث لعرض رسالته.
منطلَق الدراسة وعنوانها وأهدافها
بدأ الباحث محمد سمير بمقدمة عن التيسير في الإسلام، وهو "المنطلق" الذي قال إن رسالته جاءت منه، موسومةً بـ(القواعد الفقهية المتعلقة بالتيسير ورفع الحرج وتطبيقاتها في مجالات الذكاء الاصطناعي)، أما أهداف الدراسة فقد تمثلت – طبقًا لعرض الباحث - بتعريف القواعد الفقهية وحجيتها، وإبراز مفهوم الذكاء الاصطناعي، وبيان قاعدة "المشقة تجلب التيسير"، والوقوف على قاعدة "الحاجة تنزل منزلة الضرورة عامة كانت أو خاصة"، وبيان قاعدة "الضرورات تبيح المحظورات"، وتطبيق هذه القواعد بتطبيقات الذكاء الاصطناعي.
مشكلة الدراسة
فيما يتعلق بمشكلة الدراسة، فقد قال الباحث إنها تتضح من خلال الإجابة على الأسئلة التالية : ما مفهوم القواعد الفقهية؟ وما مفهوم الذكاء الاصطناعي؟ وما حكم تطبيق القواعد المذكورة بالذكاء الاصطناعي؟
محتوى الدراسة
بحسب عرض الباحث تكونت الدراسة من مقدمة وتمهيد وثلاثة فصول وخاتمة تضمنت أهم النتائج والتوصيات، أما التمهيد ففيه ثلاثة مباحث؛ هي التعريف بالقواعد الفقهية، والقواعد الفقهية المتعلقة بالتيسير ورفع الحرج، وتعريف الذكاء الاصطناعي، وأما الفصول الثلاثة فقد خصصها الباحث لصلب الدراسة المتمثل بشرح القواعد الفقهية الثلاث، وتطبيقها على الذكاء الاصطناعي، وذلك من خلال خمسة مباحث تضمنها الفصل الأول، وأربعة مباحث في الفصل الثاني، ومثلها في الفصل الثالث، وقد خصص الباحث المبحث الأول من كل فصل لشرح ماهية القاعدة الفقهية، ثم تناول في بقية المباحث تطبيق هذه القواعد ببعض تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجالات مختلفة، كالتسوق عن طريق المتاجر الذكية، والدردشة الذكية، والإثبات الذكي "للهُوية"، واستخدام الذكاء الاصطناعي لدعم مرضى السكتة الدماغية وذوي الحاجات الخاصة، والفحص بالتصوير المقطعي المحوسب، وتقنية مقياس التأكد اللفظي، والمركبة ذاتية القيادة "السيارة أنموذجًا"، والتجارة الذكية، والروبوتات التي على شكل إنسان، وتطبيقات التجسس.
شكر وعرفان وبر وامتنان
في ختام عرض الباحث محمد سمير لرسالته، شكر أعضاء اللجنة العلمية وخاصة الدكتور مصطفى أحمد محمد حسين الذي أثنى عليه ثناءً اجتهد فيه أن يقترب مما شعر به من شكر وامتنان تجاهه، مؤكدًا أنه كان مثالًا في المثابرة والإخلاص والتفاني، ومنوهًا بما أنفقه من وقته، دافعًا إياه إلى التفكير الإبداعي، ثم شكر الكاتب جميع أقاربه، لكنه خص والديه بأعظم شكره وعرفانه؛ ويكفي أن نذكر هنا العَبرة التي خنقته، وهو يقرأ بصوت باكٍ مؤثر، ما أبدعه من كلمات جد رقيقة، تعبيرًا عن عميق امتنانه لوالديه اللذيْن حضرا المناقشة.
ملاحظات المناقش الخارجي
ثم قام الدكتور صلاح فراج بالتقديم للدكتور محمد الوردي الذي قال إن الرسالة هي من الرسائل القليلة التي وقف على جودتها؛ مفسرًا ذلك بأن الباحث يعرف ماذا يكتب وكيف يكتب وإلى أين يريد أن يصل، مثنيًا على عنوان الرسالة، وعلى التوثيق العلمي فيها، وعلى المراجع التي اعتمد عليها في الباحث في دراسته، وعلى خطوات البحث، وعلى أهداف البحث ومنهجية الباحث، منوهًا بها، خاصة في جزئية "استخدام الروبوت الذي على شكل إنسان في الأعمال الخطيرة"، ثم ناقش الدكتور الوردي الباحث في الملاحظات التي أوردها على الرسالة، من واقع نسخة من الرسالة، وحدد مواطن ملاحظاته في صفحات الرسالة، ويبدو أن أكثر ملاحظاته عليه كانت شكلية فنية، وبعضها موضوعية تتعلق بمنهجية تطبيق القواعد الفقهية على بعض تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
ملاحظات المناقش الداخلي
ثم نقل الدكتور صلاح فراج مكبر الصوت للدكتور جمعة الأشرم الذي بدأ بشكر القائمين على الجامعة، ورئيس اللجنة الدكتور صلاح فراج، قبل أن يشكر الباحث للمجهود الذي بذله في إعداد رسالته، وذلك المجهود كان أول إيجابيات الرسالة التي ذكرها الدكتور الأشرم، إضافة إلى تنوع المصادر والمراجع وغزارتها، وقلة الأخطاء النحوية والإملائية، ولطف وجمال الصياغة، ونوه الدكتور الأشرم خاصة بالتوصيات التي وصفها بالممتازة، ثم انتقل إلى ذكر السلبيات التي قسمها إلى عامة وخاصة، وطلب منه قبل سردها أن يتسع صدره لها. وقد تعلق أكثر السلبيات العامة بالاختلال والتناقض والتفاوت في بعض الأنساق العامة للرسالة موضوعيًا وشكليًا، أما السلبيات الخاصة "التي كانت في مواطن بعينها موضوعية وشكلية" فقد حددها الدكتور وبينها بدقة؛ من العنوان حتى الفهارس، موضحًا ما يجب على الباحث عمله في كل ما ذكره من سلبيات.
مداخلة المشرف
وبعد تمهيد رئيس اللجنة، تحدث المشرف على الرسالة الدكتور مصطفى منوهًا بخطورة البحث انطلاقًا من مسلمة خلود الشريعة وصلاحيتها لمختلف الأزمنة والأمكنة والظروف، وذلك قبل أن يشكر بالاسم والصفة كلًا من رئيس اللجنة وأعضائها، وقيادة الجامعة، وعمادة كلية الشريعة، وعمادة الدراسات العليا، ثم طلب من الباحث أن يضع بعين الاعتبار ما ورد من ملاحظات أوردها المناقشان الخارجي والداخلي الدكتور الوردي والدكتور الأشرم، وأن يقوم بتنفيذ ما تم طلباه منه بدقة، حتى ترتقي الرسالة لمستوى التميز والنفع.
توصية اللجنة واحتفال الباحث
وبعد قراءة الدكتور صلاح فراج رئيس اللجنة لمحضر المناقشة الذي تضمن منح الباحث درجة الدكتوراه بتقدير ممتاز وبعلامة 96 % أبى الباحث إلا أن يختم وقائع المناقشة باحتفال مناسب بدأه بتوجيه الحمد والشكر لله تعالى، ثم شكر الجامعة ممثلة بالبروفيسور وليد المنيسي رئيس الجامعة، والدكتور عمر المقرمي وكيل الجامعة رئيس المركز الرئيسي، والدكتور مزاحم المصطفى عميد كلية الشريعة، والدكتور صلاح فراج رئيس قسم الفقه وأصوله بالكلية، ووجه الباحث شكره الخاص للدكتورة ياسمين أبوشبانة مديرة عمادة الدراسات العليا، والدكتورة خديجة عبدالوارث مديرة عمادة القبول والتسجيل، وشكر الباحث جميع العاملين في الجامعة، والدكتور جمعة الأشرم والدكتور محمد الوردي، وجميع من حضر المناقشة في فندق الجود بمكة.
وبعد ان ختم الباحث مقام الشكر بالدعاء، طفق يعانق الدكاترة أعضاء اللجنة واحدًا واحدًا، ثم أخذ بيد والده - الذي لم يجد غير الدموع ليعبر بها عن ابتهاجه بابنه – وقاده برفق حتى اعتلى به منصة القاعة وتوسط به أعضاء اللجنة وخلع عليه عباءة التخرج وقبعته، وكانت هذه هي اللقطة الأولى من اللقطات التذكارية الكثيرة التي حرص أن يأخذها ليخلد بها المناسبة السعيدة مع الدكاترة ومع الأقارب والأصدقاء.
كلمة عمادة الدراسات العليا
وفي ختام وقائع المناقشة ألقت الدكتورة ياسمين أبو شبانة مديرة عمادة الدراسات العليا باللغتين العربية والإنجليزية كلمة العمادة معلنة حصول الباحث على درجة الدكتوراه بتقدير ممتاز، مباركة له جهوده التي تستحق التقدير، شاكرة بالاسم والصفة كل من كان سببًا في إقامة المناقشة.
وكيل الجامعة يشكر فندق الجود
وكيل الجامعة رئيس المركز الرئيسي الدكتور عمر المقرمي توجه بخالص الشكر وجزيل الامتنان لإدارة فندق الجود بمكة المكرمة، لتسهيلهم إقامة فعالية هذه المناقشة حضوريًا وذلك في منشور له على المجموعات الرئيسة بمجتمع الجامعة على منصة واتسأب، شكر فيه – كذلك – اللجنة العلمية، والدكتورة ياسمين أبوشبانة مديرة عمادة الدراسات العليا وكل من ساهم في إقامة المناقشة.
صحيفة مصرية تنوّه بالمناقشة
مما لابد من ذكره – في ختام هذا التقرير - ما قالته صحيفة "المصري اليوم" في العدد الصادر بتاريخ 11 كانون الثاني يناير 2025م، تحت عنوان (رسالة علمية تبحث في شرعية صناعة الروبوت على شكل إنسان) حيث قالت إن الباحث المصري محمد سمير عبدالرحمن سيد أثار الجدل بدراسته حول القواعد الفقهية والذكاء الاصطناعي، وأشارت الصحيفة إلى ما توصل إليه الباحث من أحكام فقهية تتعلق باستخدامات الذكاء الاصطناعي التي ذكرناها في محتوى الرسالة وعلى رأسها صناعة روبوت بشكل إنسان. ومما لاشك فيه أن تناول الصحيفة للدراسة بعد المناقشة بيومين فقط يأتي على من خطورة الموضوع الذي تناولته الدراسة، والجدة التي اتسمت به الدراسة في تناولها له.