عمر اللبون يلقي محاضرة عامة في القاعة الكبرى

عمر اللبون يلقي محاضرة عامة في القاعة الكبرى


 

الإنسان صيرورة تربوية؛ وهو ينفرد عن بقية الكائنات بقدرته على التكيف وفقًا للمعايير الثقافية التي ابتدعها هو لذاته؛ وينفرد بقدرته على الحفاظ على هذه الثقافة ونقلها من جيل إلى جيل عبر آليات النقل الثقافي.

والإنسان يختلف عن الحيوان المزود بسجل عصبي يساعده على الصيرورة دون التدريب والتعليم (برنامج فطري)؛ خاصة لدى الحيوانات الأقرب إلى الإنسان كالثديات. أما الإنسان فهو الوحيد منذ طفولته الذي لا يمتلك برنامجًا للتكيف؛ ولذلك هو أضعف الكائنات في القدرات الفطرية، ولذلك هو بحاجة إلى برنامج تربوي تدريبي، يكتسب من خلاله القدرات للتكيف، حيث لا يصل إلى الاستقلال إلا في العشرين من عمره، بينما نجد بعض الحيوانات تستقل بحياتها منذ الولادة.

والإنسان يحتاج إلى هذا البرنامج التربوي مدى الحياة ليتكيف؛ ولذلك هو (صيرورة تربوية) وقد قال إيمانويل كانط : "الإنسان لا يصبح إنسانا الا بالتربية" وقال ريبول : "لا يولد الإنسان إنساناً".

وقد أجريت تجارب لأشخاص حديثي الولادة في عصر الفراعنة؛ حيث تم عزلهم عن الناس دون أي تواصل؛ فمات الأطفال قبل أن ينطقوا؛ وكرر الملك فريدريك الثاني التجربة على ذات العينة"أطفال حديثي الولادة"، وسجلت نفس النتيجة؛ وهو ما يؤكد أن الإنسان كائن اجتماعي يحتاج إلى الحب والحنان والتواصل كما يحتاج إلى الطعام والشراب. وبالمقابل أثبتت التجارب أنه لا يمكن تدريب الحيوان كي نجعله يتكلم بينما يمكن تدريب الإنسان لنجعله يعوي ويزأر ..

إذن التربية ضرورية لحياة الإنسان؛ وتُعَرَّف التربوية بكونها جوهر المعرفة الإنسانية وتطورها، وهي منظومة المفاهيم التي تشكل أدوات الإنسان لفهم الوجود على نحو رمزي.

بعد الثناء على الدور التنويري الذي يلعبه مركز التدريب والتطوير والبرامج المجتمعية، وبعد الشكر لجهود مديره العام المهندس المعتصم فائز، وبعد الثناء على توطئة الدكتورة فاطمة جمعة التي بينت ضرورة التربية، كانت هذه هي الديباجة الشيقة التي استهل بها الدكتور عمر رضا اللبون، الأستاذ المساعد في كلية العلوم التربوية، محاضرته القيمة الموسومة ب(دور التربية عبر التاريخ : مقارنة تحليلية بين التربية قبل الميلاد وقبل الإسلام وفي عهد النبوة وفي العصر الحديث) وهي المحاضرة التي استضافه لإلقائها مركز التدريب والتطوير والبرامج المجتمعية بالتعاون مع كلية العلوم التربوية، يوم الخميس 25 كانون الثاني/يناير 2024م عبر تطبيق الزووم.

ولأهمية المحاضرة تربويًا؛ تجدر الإشارة إلى أن المركز قام ببثها عبر مجموعته على موقع الفيسبوك، كما قام برفعها إلى منصة المركز في الموقع الإلكتروني الرسمي للجامعة.