(صناعة المحتوى الرقمي) عنوان ورشة للواحاتي بمركز التدريب
أقام مركز التدريب والتطوير والبرامج المجتمعية بالتعاون مع كلية الإعلام في الجامعة الإسلامية بمنيسوتا المركز الرئيسي ورشة بعنوان (صناعة المحتوى الاعلامي) ألقاها الأستاذ الدكتور عبدالسلام الواحاتي وكيل كلية الإعلام في الجامعة وذلك يوم 6 كانون الثاني/يناير 2024م
الدكتور عبد السلام الواحاتي هو كاتب صحفي وأكاديمي مصري يحمل 3 شهادات دكتوراه في الصحافة وفي الإعلام الرقمي وفي النقد الفني وتولى العديد من المناصب الأكاديمية ومنها عميد لعدد من كليات الإعلام وتولى على مدار حياته الصحفية والأكاديمية رئاسة تحرير ما يزيد عن 15 صحيفة مصرية وإقليمية ودولية وإلكترونية وقدم للمكتبة الأكاديمية ما يزيد عن 40 بحثا وكتابا.
تمحورت الورشة حول ماهية صناعة المحتوى الإعلامي، وأنواع صناعة المحتوى، ومهارات صانع المحتوى الإعلامي، وأساسيات صناعة المحتوى الرقمي.
أكد الواحاتي في بداية الورشة أن صناعة المحتوى موضوع كبير جدا ويحتاج الأمر لعدة شهور من التدريب للاحتراف لكنه نوه بأن شهراً واحداً يكفي المتدرب ليبدأ. ثم شرح مقولة لبيل جيتس هي (المحتوى هو الملك) التي قالها عام 1996م في إحدى المقالات التي نشرها متوقعاً أن يجني المحتوى على شبكة الإنترنت الكثير من المال كالبث التلفزيوني وبعد مرور 25 عاماً اتجه العالم فعلاً إلى المحتوى الرقمي المنشور على صفحات الويب وما يسمى الوسائط الرقمية التي يتم فيها الدمج بين النص والصوت وملفات الفيديو والرسوم.
ثم عرض الواحاتي إحصاءات تؤكد قيمة المحتوى؛ إذ يتم كل يوم تحميل 80 مليون صورة على أنستجرام و300 مليون على تطبيق فيسبوك ويتم إرسال 500 مليون تغريدة على تويتر و40 مليون منشور على ورد برس كوم ويتم تحميل 500 ألف ساعة فيديو على يوتيوب ويتم إرسال 145 مليار بريد إلكتروني وتتم 3,5 مليار عملية بحث يومياً في 1,9 مليار موقع ويب.
وعرف الواحاتي المحتوى الرقمي بكونه رسالة تستخدم عدة أساليب للوصول إلى المتلقي وذلك بمجموعة من الكلمات والدلالات والأفكار والرموز. ويتنوع المحتوى الرقمي بين النصوص المكتوبة والصور ومقاطع الفيديو والإنفوجرافيك والكتب الإلكترونية والملفات الصوتية. ووصف الواحاتي الإعلام الرقمي بكونه القوة الناعمة الضاربة التي باتت اليوم واحدة من القوى والآليات التي بتم بها تشكيل الصورة الذهنية في عقول الجمهور، ولا يتم ذلك إلا من خلال التركيز على كيفية صناعة المحتوى الراقي المدعوم بالأدلة الموثقة والأسس التي تشكل المحتوى الإعلامي الهادف.
وقال الواحاتي إن ترويج المحتوى على مواقع التواصل الاجتماعي لا يحدث عشوائيا بالنشر على هذه المواقع بلا وعي؛ فالمحتوى الذي يحصد آلاف التعليقات والمشاركات وملايين المشاهدات قائم على خطة واعية للنشر؛ لتصل إلى جمهور أكبر سواء كنت تكتب من أجل كسب المال أو للتأثير في قطاع عريض من الناس أو من أجل الترفيه؛ فلابد من فهم الفروقات الكامنة بين المنصات فهي لا تعمل بطريقة واحدة.
وعن أهمية المحتوى الرقمي أفاد الواحاتي أن صناع المحتوى يسعون إلى إنشاء محتوى رقمي سهل الفهم وجديد وذي صلة ومفيد بحيث يتمكن المحتوى الرقمي أن يسلي الجمهور ويثقفهم ويقنعهم ويحولهم إلى عملاء. وفرق الواحاتي بين مصطلح "كتابة المحتوى" ومصطلح "صناعة المحتوى" نافياً تطابقهما في المدلول؛ فكتابة المحتوى تعي كتابة النصوص والمقالات والمضامين النصية، أما صناعة المحتوى فهي أعم إذ تشير إلى إنتاج المضامين المرئية والمسموعة بما في ذلك المحتوى المتعدد الوسائط.
ويرى الواحاتي أن لصناعة المحتوى أساسيات أبرزها دراسة المحتوى وتحديده وتحديد الهدف من المحتوى والتخطيط الجيد للمحتوى وإنشاء محتوى عالي الجودة يكون قادرا على التأثير، وتنسيق وتصميم المحتوى لجذب المشاهدين، والمشاركة والتفاعل لبناء الثقة، والبحث عن أفكار وموضوعات جديدة وغير تقليدية أو مكررة وألا يكون المحتوى المقدم عبارة عن نقل معلومات فقط فلابد من اختيار القالب المناسب، ويجب تحليل النتائج أولا بأول.
وبحسب الواحاتي يتنوع المحتوى الرقمي ما بين التدوين والفيديو والبودكاست ووسائل التواصل والبث المباشر والكتاب الإلكتروني .. وشدد على أن تصميم موقع ويب قوي يتطلب وجود أهم 7 عناصر كصفحة الهبوط والأسئلة الشائعة ورمز الاستجابة السريعة ودراسات الحالة وربوت الدردشة ومن نحن؟ وقاعدة المعرفة والنوافذ المنبثقة، شارحا كل عنصر من هذه العناصر، قبل أن ينتقل إلى الحديث عن المدونة التي قال إنها تعد المنبع الأول للتسويق بالمحتوى؛ إذ 37% من المسوقين يؤمنون بأن التدوين هو أهم نوع من أنواع المحتوى، و77% من مستخدمي الإنترنت في العالم يقرؤون المدونات، و23% من وقت استخدام الإنترنت يذهب للمدونات ومواقع التواصل. ولتصميم مدونة يرى أن أهم 8 مكونات فيها الأول الأسئلة أي أن تتضمن المقالات إجابة عن أسئلة الجمهور، والثاني القوائم أي التي تتضمن مثلا قائمة بأفضل عشر أدوات بكذا ..، والثالث أفضل الطرق، والرابع منشور الضيف، والخامس المراجعات، والسادس التوقعات، والسابع الأخبار، والثامن، الأخطاء.
وانتقل الواحاتي إلى الفيديو التي قال إنها تتفاوت في التكلفة والغرض مشراً إلى أن أفضل خمسة أنواع هي الموشن جرافيك الذي يشرح فكرة برسومات متحركة بسيطة، والنوع الثاني فيديو المدونة وهو شكل مرئي للتدوينة النصية في قالب مصور، والنوع الثالث الفيديو الإعلاني، والرابع فيديو البث المباشر والخامس فيدو ماوراء الكواليس.
وفي حديثه عن البريد الإلكتروني أكد أنه لا يزال يحتفظ بأهميته كأحد أساسيات التسويق، مشيرا إلى أنواع منه كرسائل الترحيب ورسائل الترويج ورسائل المدونة ورسائل التقطير.
وأفرد الواحاتي حيزا من الوقت للحديث عن موقع سلايد شير مبيناً إمكاناته ومييزاته، قبل أن يتحدث عن الإعلانات المدفوعة "التي يتربع على عرشها موقع جوجل وموقع ميتا"، وبوابات المحتوى؛ التي عرفها بكونها أشكال المحتوى الرقمي التي تمثل بوابة لمحتوى قيم ومتسع؛ مثل الأدلة التي هي مقالات معمقة ومفصلة عن موضوع ما، والكتب الإلكترونية والقوالب الجاهزة والتقارير والتطبيقات. ثم انتقل الواحاتي إلى الحديث عن المواد الصوتية كالمدونات الصوتية "البودكاست" والكتب الصوتية والمقابلات والويبينار "الندوات الصوتية"
وفيما يتعلق بمهارات صانع المحتوى تحدث الواحاتي عن مهارة التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي، والمهارت البحثية، ومهارة كتابة العنوان، ومهارات اتباع قواعد تحسين نتائج البحث، ومهارة دراسة الجمهور، ومهارة اختيار المنصة المثالية، ومهارة اختيار الأوقات المناسبة للنشر، ومهارة معرفة المناسبات المرتبطة بالمحتوى، ومهارة استغلال الأحداث الجارية، ومهارة استغلال ميزة الهاشتاج، واستخدام خدمات اختصار الروابط الطويلة، وضرورة الانتظام في النشر، وتدقيق المعلومات، وإعادة صياغة المحتوى لانتقاء الكلمات الأفضل بالنسبة للجمهور، واختتام المحتوى بالدعوة إلى اتخاذ إجراء، وأخيراً توليد الأفكار الجذابة.
يذكر أن ظروفاً طارئة منعت الدكتور الواحاتي من التطرق لمحاور كانت ضمن خطة الورشة مما جعل المهندس المعتصم ينهي الورشة على أمل ان يخصص الواحاتي ورشة أخرى تتناول المحاور المتبقية.