مركز دراسات أمريكا اللاتينية يدشن أنشطته بثلاث محاضرات ثقافية وأدبية وفلسفية
.jpg)
برعاية وكيل الجامعة الإسلامية بمنيسوتا رئيس المركز الرئيسي د. عمر أحمد المقرمي دشن مركز دراسات أمريكا اللاتينية التابع لكلية الآداب والعلوم الإنسانية أنشطته الثقافية والأدبية بثلاث محاضرات ثقافية وأدبية وفلسفية، وذلك تحت إشراف مدير المركز الدكتور علي الشبول ونائبته د. نور سعد.
نافذة تراثية
الفعالية الأولى تمثلت بمحاضرة ثقافية تراثية نوعية تحت عنوان (نافذة تراثية: معاصر السُمسم… أصالةٌ تتحدى العصر) ألقتها الدكتورة سارة الشماس؛ وهي كاتبة وباحثة فلسطينية خبيرة بالتراث والأدب والعلوم التربوية.
المحاضرة التي ألقيت يوم الأحد الموافق 17 آب أغسطس 2025، الساعة 9:00 مساءً بتوقيت مكة (1:00 PM بتوقيت مينيسوتا) ألقت الضوء على قيمة المعاصر التقليدية ودورها الاقتصادي والثقافي اليوم، وتطرقت لكيفية الجمع بين الحفاظ على الأصالة ومواكبة التحديث مع أمثلة حية ورؤى عملية، واشتملت المحاضرة على مساحة حوار تفاعلي مع الدكتورة سارة.
الكاتب والأكاديمي د. وليد صبحي العريض تابع المحاضرة وكتب على وحيها مقالة في موقع شبكة فلسطين ومما قاله : هناك معارك تُخاض بالسلاح، وأخرى تُخاض بالكلمة… لكن أصعبها تلك التي تُخاض بالذاكرة. حين تُسرق الأرض، يمكن أن تحشد الجيوش لاستعادتها. أما حين تُسرق الذاكرة، فالمعركة أدقّ، والجرح أعمق، والخصم أشدّ مكرًا. والتراث الفلسطيني ليس صورًا قديمة ولا أواني فخارية تزين متحفًا بعيدًا، بل هو نبض الأجيال المتعاقبة، وروح وطن يختبئ في حجر القدس، وفي غرزة تطريز على ثوب فلاحة من الجليل، وفي مفتاح صدئ يحمله لاجئ من حيفا أو يافا. هو حكاية أمة قاومت النسيان، وحافظت على ملامحها رغم محاولات الطمس والتزييف.
يُذكر أن أبرز مؤلفات د. سارة الشماس هو كتاب "معاصر السمسم بين الماضي والحاضر"، الذي يعتبر توثيقًا ثقافيًا مهمًا لحضارة الزراعة الفلسطينية، وتاريخ وواقع زراعة السمسم، وتطوره من وسائل المعاصر التقليدية إلى الحديثة، وربطه بالهوية الثقافية لفلسطين.
حكايا الغياب
المحاضرة الثانية كانت أدبية تحت عنوان «حكايا الغياب… حين يكون الغياب بطل الحكايا» ألقتها الأديبة أمل الخواجة يوم الاثنين 25 آب أغسطس 2025 الساعة التاسعة مساءً بتوقيت مكة المكرمة، الواحدة بعد الظهر بتوقيت مينيسوتا.
الأمسية الأدبية كانت ثرية وجمعت بين الفكر والإلهام، من حيث اكتشاف كيف يتحول الغياب إلى حضور ويترك أثرًا عميقًا، وتمحورت حول ثلاثة عناوين؛ هي (إضاءات أدبية حول التجربة الإنسانية) و(طاقة تفاؤل من قلب الغياب) و(تفاعل وحوار مع محبي السرد والكتابة).
الكاتب والأكاديمي د. وليد صبحي العريض حضر المحاضرة وكتب عنها في عدد من المواقع ومما قاله عنها : "لم يكن اللقاء مجرد مناقشة لكتاب أدبي، بل كان فتحًا لباب الغياب على مصراعيه؛ ذاك الغياب الذي يملأ الحياة أكثر مما يفرغها. الغياب هنا ليس فراغًا ولا صمتًا، بل حضور يتشكّل من ظلال وأصداء وذكريات، حضور يفرض نفسه بغيابه ويقود النصوص إلى فضاء تتقاطع فيه التجربة الإنسانية مع الشعرية العالية.
يشار إلى أن أبرز مؤلفات الأديبة أمل مصطفى الخواجة هو ديوانها الأخير الذي صدر تحت عنوان "حكايا الغياب" والذي يعالج موضوعات إنسانية عميقة مثل الفقد والحنين والأوجاع، إلى جانب نصوص تعبّر عن الغزل والعتاب وفنجان القهوة الصباحي، بأسلوب جمالي متنوّع بين النثر والشعر الحر والخواطر.
رسالة حيّ بن يقظان
المحاضرة الثالثة حملت طابعًا فلسفيًا وكانت بعنوان «رسالة حيّ بن يقظان: رحلة المعرفة وتمثيلاتها في تشكيل السرد الأندلسي» ألقتها الأديبة والباحثة الدكتورة نور بني عطا يوم الاثنين 18 آب أغسطس 2025، الساعة التاسعة مساءً بتوقيت مكة المكرمة (الواحدة ظهرًا بتوقيت منيسوتا).
تضمنت المحاضرة تفكيكًا ذكيًا لرسالة ابن طفيل وكيف أثّرت في البنية السردية الأندلسية، واشتملت على قراءة نقدية تربط الفلسفة بالأدب وتفتح آفاقًا جديدة للباحثين والمهتمين، ومثلت مساحة تفاعل مباشر مع المتحدّثة من خلال طرح الأسئلة.
ومما كتبه د. وليد العريض عن المحاضرة : في حضرة الدكتورة بني عطا، غدا النص حيًّا، يتنفس بيننا من جديد. لم تقرأ المحاضِرة النص بعين الباحثة الجافة، بل سبحت في أعماقه كما يسبح العارف في محيط المعنى وجالت بين طبقاته كما يجول الفيلسوف في فضاءات السؤال.
تجدر الإشارة إلى أن كتاب حي بن يقظان هو رواية فلسفية رمزية كتبها الفيلسوف الأندلسي أبو بكر محمد بن طفيل (ت. 581هـ/1185م). يُعدّ من أبرز النصوص الفلسفية في التراث العربي والإسلامي، وله تأثير واسع في الفكر الإسلامي وفي الفلسفة الأوروبية في العصور الوسطى.