حين تفيض الكلمات بمعاني الوداع المُر لأمين مخلص (ندى النجار) أنموذجًا
قال الأستاذ سليمان مقبول مدير وحدة شؤون طلاب البكالوريوس في عمادة شؤون الطلاب إن أمينة قسم اللغة الإنجليزية السابقة ندى النجار التي وصفها بـ"الأستاذة المثالية" كانت خير مثال للأمين المثالي.
كانت كلمات الأستاذ سليمان مفتَتحًا لموقف وداع مهيب للأستاذة ندى إسماعيل نور أحمد النجار التي عملت لمدة ثمانية فصول دراسية من 2022 حتى 2024م أمينة لقسم اللغة الإنجليزية في كلية الآداب والعلوم الإنسانية في الجامعة الإسلامية بمنيسوتا المركز الرئيسي؛ إذ كرمتها الجامعة بشهادة تقدير، ممهورة بإمضاء كلٍ من وكيل الجامعة د. عمر المقرمي وعميد الشؤون الأكاديمية د. أسامة عبدالرحمن، ومديرة وحدة الشؤون التعليمية في العمادة د. جمانة الخراشي، كما حظيت برسائل وداع مؤثرة تعكس المكانة التي احتلتها ندى في قلوب من عرفها عن كثب خلال عملها على مدار 8 فصول.
من تلك الرسائل ما كتبته الأمينة الجديدة لقسم اللغة الإنجليزية الأستاذة تسنيم أيوب في وداع ندى إذ قالت : "كل الشكر والتقدير لزميلتي العزيزة على ما قدمته من جهد وتعب. تميزتْ وتألقتْ كعادتها. حملت الأمانة على عاتقها ثمانية فصول وكانت أمينة اسمًا على مسمى وقدوة حسنة لنا جميعاً".
وكتبت آمنة عبدالله، أمينة قسم الدعوة دكتوراه : "لعزيزتي وصديقتي وأخيتي، أطيب تحية ممزوجة بالود، معطرة غنية. رحلة ممتعة، وعمل رائع ومميز، ينتهي هنا. أدرك تمامًا بأنكِ دائمًا، أهل للثقة والتقدير في عملك وفي مختلف الأمور. فلكل رحلة بداية تنتظرها محطة الوصول والنهاية.. غاليتي : أعلم بأنني أتخبط في حروفي ولكن ما بقلبي كبير ولا يكاد يوصف. بورك مسعاكِ ونولك الله مبتغاكِ في الدنيا والآخرة".
أما الأستاذ طاهر علوان أمين كلية الآداب والعلوم الإنسانية فقد قال في رسالة "شكر وعرفان" حررها لهذه المناسبة : "ندى الأمينة التي عرفتها من خلال عملها المنظم والدقيق.. عرفتها من خلال تجاوبها السريع.. عرفتها من خلال المثابرة والحرص على أداء عملها بكل اتقان.. ندى... البنت الخلوقة والمبدعة.. كلمات الثناء قليلة في حقها.. من تعامل معها أحب عملها وتفننها وإتقانها .. إنها مثال حي للعاملين بصمت .. يحق للجامعة الإسلامية أن تفتخر بمثل هذه المواهب التي تخرج من كنفها، ويحق لندى أن تفتخر بأن تكون لبنة في هذا الصرح العلمي المبارك".
مديرة وحدة الشؤون التعليمية د. جمانة الخراشي شاركت في وداع "ندى" إذ قالت : "ندى النجار المثال الفريد الرائع، في الإخلاص في العمل، والنظام والترتيب، والعمل المتقن؛ الذي تكاد ألا تجد فيه خطأ أو قصورًا. عطاءٌ لا ينتهي وجهدٌ مخلص لوجهه الله، وحسن تعامل، وخلق عظيم، وإتقان وجودة في العمل لا مثيل لها ولا نظير. أعجز وتعجز الحروف عن شكرك، والامتنان لك، ع كل ما قدمتِه لهذا الصرح، والذي نتمني أن يجازيك الله عنه؛ فنحن نعجز عن الجزاء. موفقة ومباركة في قادم أيامك، وسيظل فريق الشؤون التعليمية بيتك الأول، ومرحبا بك في كل وقت وحين".
وتضيف د. جمانة : "من حبر قلبي يسيل الكلم جريًا، عن مستقرٍ بين السطور يبحث! فيميل لحنا، و يجوب سعيًا، كي يستقي حلو الكلام ويمكث.. أنى لنا، فؤادٌ، وقلمٌ، وبوح، كيف نبدو! وقد قُصمت أناملنا.. فكثير من البوح بات عاجزًا، وهناك قلم جف حبره وفي الجوف قلب سُقيت ثناياه!".
الدكتور أسامة عبدالرحمن عميد الشؤون الأكاديمية آثر أن تكون كلماته قصيرة في مبناها؛ لكنها مركزة وشاملة وحاسمة في معناها؛ إذ كتب: "حقا لقد كانت الأستاذة ندى من أفضل الأمناء، ولم نرصد لها أي تقصير، بل كانت مثالية في عملها، جزاها الله خيرا وجعل جهودها في ميزان حسناتها".
الدكتورة زينب بسيوني نائبة وكيل الجامعة، ومديرة عمادة شؤون الطلاب (التي تصول وتجول في أروقة الجامعة، وربما لا أحد يعرف مثلها تفاصيل التفاصيل، التي تنطوي عليها وحدات الجهاز الإداري وعماداته المساندة) حرصت على عدم مغادرة "ندى النجار" قبل أن تشيعها بأحب ما يمكن أن يقال لموظف مخلص : "كل الشكر والتقدير لك غاليتي. كل كلمات الشكر والتقدير لا تفي حقك ولا تقدير جهودك الدائمة. أمينة صبورة ومثابرة. جزاك الله كل خيرًا على كل لحظة مرت فى سبيل خدمة العلم وأهله، وجعلها الله فى ميزان حسناتك".
مسك ختام الوداع للأمينة "ندى النجار" هو مساهمة قمة هرم الجامعة الإسلامية بمنيسوتا المركز الرئيسي، أعني الدكتور عمر المقرمي، الذي يعرف بحكمته متى يقدم في الكلام ومتى يحجم، وإن أقدم انتقى كلماته بدقة إداري خبير، ممسك بجميع الخيوط بيده، يدوزنها وفقًا لمصلحة الجامعة؛ بحيث تستطيع أن تتوقع مُسبقًا حضوره في مثل موقف الوداع ل"ندى النجار" إذ خاطبها بقوله : "خالص الشكر والتقدير للأمينة الرائعة والمتميزة ندى النجار.. أدت أمانتها بإذن الله على أكمل وجه، وأدت مسؤولياتها ومهامها بكل جدارة.. فخورون جداً بجميع أمنائنا الكرام، أمناء الأقسام ومن خلفهم أمناء الكليات، وإدارتهم في الشؤون التعليمية والأكاديمية، وجميع الإدارات التي تسهر على نجاح وتقدم هذه الجامعة وجميع منسوبيها".
وأضاف الدكتور المقرمي مخاطبًا جميع الأمناء : "كتب الله أجركم على جهودكم العظيمة التي تبذلونها في أمانة أقسامكم، ومتابعة شؤون الطلاب، وكل ما يتعلق بهم، أنتم على ثغر مهم في هذه الجامعة، وبإذن الله أنتم على قدر تلك الثقة والأمانة. وفقكم الله ونفع بكم".
الجدير بالذكر أن "ندى النجار" التي جاشت مشاعرها إزاء هذا الوداع، استطاعت أن تداري تلك المشاعر لتظفر في خضمها بعبارات متماسكة، تمكنت بمدلولها من أن تعطي الموقف حقه : (شكرًا على كلماتكم التي لامست قلبي. كان شرفًا لي أن أكون جزءًا من هذا الفريق المتفاني. والله إني عاجزة عن التعبير عن امتناني بما أحطتموني به من عظيم التقدير وما لمسته منكم من حب. أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه).