تقييم الطالب في نظام التعليم عن بعد على ضوء التقنيات الحديثة وفي ظل تطبيقات الذكاء الاصطناعي

تقييم الطالب في نظام التعليم عن بعد على ضوء التقنيات الحديثة وفي ظل تطبيقات الذكاء الاصطناعي

عادة ما يستغل أعضاء هيئة التدريس في الجامعة الإسلامية بمينيسوتا المركز الرئيسي المجموعة الرئيسة في مجتمع الجامعة على منصة واتساب؛ مجموعة (هيئة تدريس المركز الرئيسي) في طرح مسائل نقاشية نابعة من صميم العملية التعليمية التعلمية وذلك بهدف تداولها فيما بينهم بالآراء المسؤولة، للوصول إلى خطوات تطويرية في جامعة تحرص إدارتها كل الحرص على توفير كل الأسس للريادة والتفرد في عالم التعليم عن بُعد. وفي هذا التقرير نحاول تسليط الضوء على أنموذج لمثل هذه النقاشات التي تبدأ عادة بطرح مشكلة من عضو واحد قبل أن يشارك كوكبة من الأعضاء بما يشبه العصف الذهني. التقرير حرص على نقل معظم المشاركات كما هي من باب الإجلال اللازم في التعاطي الصحفي مع أعلام الجامعة، والهدف من نشر هذه المادة هو لفت انتباه القارئ لما تزخر به الجامعة من حيوية ومرونة وحرية للسير قدمًا في سبيل تحقيق معايير الجودة 
متابعة ورصد/ سبع الليل المراكشي 
نقد صلاحية التعديل 
بدأ النقاش بطلب يحمل طابعًا تقنيًا خالصًا طرحه د. يوسف بني يونس عميد كلية الدراسات التنموية؛ وهو أن تكون صلاحية رفع درجات الاختبارات لبوابة النظام الإلكتروني والتعديل عليها من صلاحية دكتور المادة فقط مثل "درجة التكاليف" وليس الكنترول؛ "فليس الطلاب على درجة واحدة من الاهتمام والحرص والجدية، هناك بعض الطلاب يستحق التكريم والدرجة الكاملة جزاء حرصه وجهوده في المادة وقد يخفق في الامتحان وتنقص درجته ولذلك يستحق أن تزاد درجته وهذا من حق دكتور المادة" قال د. عبدالعزيز الزهراني داعمًا رأي د. بني يونس. 
معارضة وموافقة 
يعارض د. علي عودة هذا الطلب بسبب ما يمثله من عبء على دكتور المادة خاصة في حالة المواد التي يدرسها عدد كبير من الطلاب، ومن منطلق أن أي دكتور يرى أن اختباره يتضمن خللًا يتسبب بظلم الطالب عليه أن يدخل درجاته بنفسه ولا يلزم غيره من الأساتذة، ويرد د. الزهراني بتأكيد أن "الطلاب يتفاوتون في الاهتمام والحرص ونحن نراعي – في وضع الاختبار - الضعف الحاصل عند جميع الطلاب" فيشير د. علي عودة إلى أن أسئلة الاختبار يجب أن تراعي الفروقات بين الطالب المميز والمتوسط والضعيف، مقترحًا عمل التعديل في درجة التكاليف التي "فيها مساحة للمفاضلة بينهم"، فيرد عليه د. الزهراني بأن "كل دكتور له وجهة نظر وهو أعرف بمادته وطلابه"، وتضيف الدكتورة سحر طلعت طاهر الصمادي أن التعديل على درجة "التكاليف لا يغطي مشاركة الطالب المجتهد والمميز" داعية إلى جعل "تعديل درجة الاختبار" بيد الدكتور وإلى تخصيص درجة للمشاركة، وفيما يتعلق بالمشاركة ترى د. شيماء خطاب مديرة وحدة البحث العلمي والعلاقات الخارجية أن "نراعي عند التصحيح مدى تفاعل الطلاب وحرصهم على حضور المحاضرات والتزامهم فنعطي درجات رأفة". 
نقد نظام الاختبارات 
د. إبراهيم العجلوني يؤيد مقترح د. يوسف ويرى أن "تصحيح ورصد الدرجات حق وواجب لعضو هيئة التدريس، والدرجات مقياس تحصيل الطالب وليست منحة في جيب الأستاذ" وأن "نظام الاختبارات الحالي من وجهة نظري غير فعال لأنه لا يقيس الحصيلة المعرفية التي اكتسبها الطالب، لكونه عن بعد ووقته طويل جدًا" ويرى أن "الأصل في الامتحان عن بُعد أن يخصص لكل سؤال نصف الوقت الذي يخصص له في الاختبار الحضوري، بعكس ما هو معمول به في الوضع الحالي، حتى لا يتاح له الغش من زملائه أو من مادة المقرر أو باستخدام الذكاء الاصطناعي، مما يفقد الاختبار صلاحيته لقياس تحصيل الطالب". 
النظام المتقن واحتمال الغش 
أما د. منى اللبودي فترى أن "دكتور المادة يعرف طلابه وفي نفس الوقت هو الذي يضع الاختبار لنوعية طلابه ويوزع الدرجات ويرسل الحل للكنترول وما علي الكنترول إلا أن ينفذ ما طلب منه؛ ولذلك لا ظلم لأي طالب" ومن هنا ترى د. اللبودي "أن النظام الحالي نظام متقن وفيه حرص على أن تكون النتائج معلنة في وقت معين تخفيفًا للعبء على الدكتور. لكن  د. حافظ لصفر بن محمد "يرى أن الموضوعية غير محققة فيه؛ لالتجاء الطلبة للغش بشتى أشكاله"، فترد عليه د. شيماء خطاب بثلاث نقاط؛ الأولى أن الدكاترة "كالقضاة" يحكمون بالورق، ولا شأن لهم بضمير الطالب الغائب. والثانية أنه لابد من مراعاة اختلاف اللغة والثقافة والبيئة لكل طالب عن الآخر. والثالثة أن مجرد تقدم الطالب للالتحاق بالدراسات العليا وتخصيص الوقت والجهد والمال للحصول على شهادة شيء يحترم ويراعى. وتتفق معها في رأيها د. عفاف الحداد. 
مشكلة الذكاء الاصطناعي 
وبالنسبة لاستعانة بعض الطلاب بالذكاء الاصطناعي وغيره من الوسائل يؤكد د.  صلاح فراج رئيس قسم الفقه ود. حسين الحموي أن هذه حقيقة لا يمكن إنكارها؛ ولمعالجة ذلك تقترح د. عفاف أن يتم تصميم الاختبارات وفق نظام ما يسمى بالكتاب المفتوح، مشيرة إلى أن ذلك معمول به في جامعات أخرى، ومؤكدة أنها جربته بنفسها وأنها نافعة جدًا. أما الدكتور محمد عباس فيرى أن الحل المقابلات المباشرة والدورية أو المشاريع النوعية، مستدركًا بأن "هذا ممكن إذا كان عدد الطلاب قليلًا، أما مع العدد الضخم فنحن مجبرين على الأسئلة التقليدية" وفيما يتعلق بالأبحاث يرى أن "يقصر زمن البحث ويرشد إلى المرجع الصحيح نسبيًا". 
موقف رسمي 
وعند هذا الحد من النقاش تؤكد د. نورهان سلامة عميدة شؤون أعضاء هيئة التدريس أن كل المقترحات تم الاطلاع عليها وأنه يجب الالتزام حاليًا بنظام الجامعة وفق ما تمضي عليه البوابة الإلكترونية الجديدة . وتنوّه أ. مها محمد مديرة الشؤون الإدارية للكليات من موقع مسؤوليتها بأنه "حتى لا يحصل أي ظلم أو نقص للطالب يتم إرسال ملف الإجابات - سواء كان الاختبار مقاليًا أو موضوعيًا – للدكتور؛ للمراجعة والاعتماد قبل الرصد، وتعديل درجة من يحتاج إلى زيادة، ثم يرسل الملف إلى الكنترول ليتولى رصدها بعد تأكيد الدكتور". ويرى الدكتور ياسر الملك رئيس قسم الحاسب الآلي أن هذه الإجراءات هو الحل الأمثل للتوفيق بين الآراء. 
نظام لا عيب فيه لأسباب 
وينضم لقائمة المؤيدين للنظام الحالي د. أحمد عبدالستار الذي يرى أن "النظام الحالي متقن ولا عيب فيه" لاعتبارات عدة؛ أولها أن دكتور المادة متفاعل مع طلابه ويعرف مستواهم ويراعي ذلك عند وضع الاختبار. ثانيها أن الطلاب بعضهم إن لم يكن أكثرهم لا يجيدون العربية؛ فلابد من مراعاة ذلك. ثالثها أن في التعليم عن بعد ربما لا يتمكن بعض من الطلاب من معرفة ما يقصده الدكتور في شرحه جيدًا لظروف النت والشبكة والسمع وغيرها؛ فلابد من مراعاة ذلك. رابعها أن هذا النظام معمول به في أكثر من جامعة. خامسها أن الجامعة بحاجة إلى التيسير على طلابها وإلا سينفر منها كثير منهم. سادسها أن الطالب إذا كان الدكتور قد تابعه جيدًا وأفهمه ما أُغلق على فهمه لا يحتاج الى غش. سابعها أن الدكتور إذا أعطى طالبه درجة ما على إجابته للتكليف فهو يرى أن طالبه يستحقها مع مراعاة تلك الاعتبارات. 
درجات للمشارك الفعال 
الدكتور ذوقان عبيدات يقترح لتمييز الطالب الفعال والمشارك، عن الطالب الذي يتواجد اسميًا لا ذهنيًا أثناء المحاضرة، تخصيص 10 درجات للحضور فقط يرصدها الكنترول، والـ 10 درجات الأخرى يرصدها الدكتور أو المدرس للمشاركة. وهو يرى أن بهذا الاقتراح "نخرج من إشكالية رغبة المدرس في تعديل علامة طالب، أخفق في الامتحان، رغم كونه كان يشارك باستمرار في المحاضرة" مؤكدًا أن المقصود هو "المشاركة لا  فعالية المشاركة لكون وقت المحاضرة الزمني قصير، بالكاد يكفي لشرح محاور المحاضرة دون أية استفاضة، ولا يُسعف للمزيد من استخدام أي استراتيجية من استراتيجيات التعلم النشط". 
تساؤلات تفرضها التقنيات 
أما الدكتور ماجد بن عبيد فيؤكد أن القضايا التي طرحت حول تحديات التعليم عن بعد في ظل التقنيات الحديثة، هي بالفعل قضايا محورية تستحق الطرح والنقاش لأن سهولة الوصول إلى المعلومات قد أدت إلى إضعاف دافعية الطالب للتعلم الفعلي، مما يثير تساؤلات جدية حول مستقبل التعليم عن بعد مقترحًا طرح الأسئلة التالية لتكون محورًا للنقاش حول هذه القضايا: 
س1/ بسبب الاعتماد المتزايد على التقنيات الحديثة في الإجابة على الأسئلة وأداء التكاليف، كيف يمكن لأعضاء هيئة التدريس تقييم المستوى الفعلي للطلاب بطريقة تضمن العدالة والمساواة بين الطالب المجتهد والطالب الذي يعتمد على هذه الأدوات؟ 
س2/ هل من العدل والإنصاف أن يتساوى الطالب الذي يتفاعل ويشارك بفعالية في المحاضرات مع الطالب الذي لا يبذل أي جهد، معتمدًا على الغش والوسائل التقنية؟ ألا يمثل هذا الوضع هضمًا لحقوق الطلاب المجتهدين؟ 
س3/ كيف يمكن للمؤسسات التعليمية عن بعد الحفاظ على مصداقيتها وسمعتها في ظل تزايد أعداد الخريجين الذين يحصلون على درجات عالية لا تعكس كفاءتهم الحقيقية؟ 
س4/ في ظل القيود التي تمنع مناداة الطلاب بأسمائهم وخاصة الطالبات، ما أفضل الطرق التي يمكن لأعضاء هيئة التدريس من خلالها قياس مستوى تفاعل ومشاركة الطلاب في المحاضرات؟ 
س5/ ما الحلول المقترحة للحد من ظاهرة ضعف الرقابة الذاتية لدى بعض الطلاب، والتي تؤدي إلى حصولهم على درجات أعلى من الطلاب المجتهدين، وكيف يمكن للجامعات أن تسهم في القضاء على هذه الظاهرة؟  
الأمر متعلق بنظام كامل 
وتعقب د. نورهان سلامة من موقع مسؤوليتها بأن نظام الجامعة واضح للجميع، وأن بعض الدكاترة لديه سنوات بالجامعة ويعرف نظامها وتقسيم العلامات بها، وأن الأمر متعلق بـ"نظام كامل خاص بالبوابة الجديدة" وأن وهذا هو المطبق، مؤكدة أن عضو هيئة التدريس له حق في تقييم علامة طلابه ووضع اختباره وعدم التمييز بين الطلاب، وأن رؤساء الأقسام لديهم دفة الإدارة الأكاديمية والتعليمية داخل أقسامهم ومتابعة سير العملية التعليمية مع الدكاترة داخل جروبات الأقسام". 
القضية أكاديمية وليست إدارية 
يرد الدكتور إبراهيم العجلوني على الدكتورة نورهان سلامة شاكرًا تفاعلها السريع مع ما يًطرح وراجيًا من إدارة الجامعة أن تأخذ بعين الاعتبار أولا أن الأمر ليس قضية إدارية، بل تعليمية؛ وبالتالي يرى أن الإجابة يجب أن تكون من المسؤولين عن الشؤون التعليمية. ثانيًا أن أي نظام في الدنيا من صنع البشر هو اجتهاد قابل للتحسين، وأي اقتراح للتحسين يجب أن يدرس ويقدر مقدمة سواء قُبل أو رفض. ثالثًا أن ما يطرحه الدكاترة هنا لا يخص قسمًا أو كلية، بل ينطبق على جميع الكليات والأقسام، وبالتالي يرى د. العجلوني أن مجموعة أعضاء هيئة التدريس هي المكان المناسب لطرحه هذه القضية. رابعًا أن الجامعات الناجحة تلجأ لسبل كثيرة - ومنها مدفوعة - لتحصل على اقتراحات لتطوير الأداء الإداري والأكاديمي، ومبادرات الدكاترة في هذا المجال يجب أن تشجع، لا أن يتم إنهاؤها على شكل إحالات إدارية أو التعامل معها كمجرد دردشات ومجاملات. 
تحديات فرضتها التقنيات الحديثة 
وممن رد على د. نورهان سلامة د. ماجد بن عبيد الذي بدأ رده راجيًا منها أن يتسع صدرها لطرح هذه الأسئلة التي قال إنه هو والدكاترة يهدفون من خلالها جميعًا إلى "مصلحة هذه المؤسسة العريقة، والقضاء على كل ما قد يشوه هذا الصرح العالمي". مضيفًا أنه لا يتكلم عن الموقع الجديد بحلته الجديدة، بل قال إنه مع التجديد ولو في كل عام، لكن القضية المطروحة – برأيه - تتعلق بالتحديات التي فرضتها التقنيات الحديثة في طرق التقييم. ويتابع د. بن عبيد قائلًا : "في السابق، كنت أعتمد على أسلوبين لتقييم الطلاب: إما المشاركات الصوتية المباشرة التي أقيمها وأضع لها درجة، أو المشاركات المقالية التي يكتب فيها الطالب ملخصًا أو بحثًا مصغرًا. لكن في هذا العام، ومع التزايد الهائل في استخدام التقنيات الحديثة، أصبحت أواجه مشكلة حقيقية. فكيف يمكنني تقييم مثل هذه الواجبات، وأنا أعلم يقينًا لا يخالطه شك أن ما كتبه الطالب ليس من كتابته؟ كيف لي أن أصنع؟ إنني أعتقد أنه من الضروري أن تتطور طرق إدارة الدرجات لدينا، لتواكب التطور التقني الذي يشهده الطلاب. وأود التنبيه إلى أنني أرى أن الطالب الذي يحضر ويستمع يستحق النجاح، لكنه لا يستحق التقدير العالي. وهنا تكمن المعضلة. أطرح هذه القضية على الزملاء للاستفادة من خبراتهم. هل هناك حلول أو طرق جديدة استخدمها بعضكم لتفادي هذه المشكلة في تقييم التكاليف؟ نحن في تخصصات متعددة ومتنوعة، وربما تكون هناك حلول مبتكرة تم تطبيقها بنجاح في بعض التخصصات يمكن أن نستفيد منها جميعًا". 
التكيف مع طبيعة النظام 
يرد د. ذوقان عبيدات بأن ثلاث محاضرات كفيلة أن يعرف المدرس طلبته المتفاعلين معه، ومع المحاضرة. وهو يرى أن "المشاركات الكتابية لا تغني، ولا تسمن من جوع، لعدة تداخلات؛ متمثلة في إدارة المدرس للمحاضرة، وتنظيم مشاركات الطلبة الصوتية، والأهم الصراع مع الزمن الذي يمر سريعًا على المدرس، والطالب المتفاعل ، وبطيء على الطالب اللامبالي". ويستدرك د. عبيدات بالقول : "صحيح أن؛ وهذا من الأمور المقطوع بها تربويًا، أن النمط البصري، هو المقدم على النمط السمعي، لكن في حالة التعليم عن بعد نحن لا نملك سوى الاستماع - النمط السمعي- (المشاركة الصوتية للطالب)، ونقدمها على النمط البصري ( المشاركة الكتابية). ويضيف : مع ذلك يبقى النمط البصري في العملية التعليمية التعلمية هو المقدم على أية أنماط أخرى، ولكن في التعليم الوجاهي. وليس من رأى كمن سمع. ولا أتصور أن طالب جامعي يخجل من المشاركة الصوتية؛ فالدراسة الجامعية هي إعداد للمستقبل. 
خيارات متعددة 
أما د. مروان العباس رئيس قسم إدارة الموارد البشرية فيؤكد أن جل الجامعات أصبحت تعتمد على نظام التعلم عن بعد كنهج عالمي ومنها الجامعات الوجاهية في عديد من المواد، وهو يرى أنه يمكن لعضو هيئة التدريس بأسلوبه وطريقته جعل المحاضرة تفاعلية وبإمكانه معرفة طبيعة طلابه، وفيما يتعلق بطبيعة الاسئلة التي توضع في الاختبار يرى د. مروان أنها يجب أن تكون معيارية لقياس القدرات المختلفة وأنه بإمكان وضع أسئلة تربط بالواقع العملي وبالتالي تعزز من جودة المخرجات التعليمية في واقع عملية التعلم عن بعد، وإضافة إلى ذلك يرى أنه يمكن معرفة قدرات الطلبة من خلال المناقشات الفعالة والثرية حسب طبيعة المساق، ويرى وجوب ارتباط التكاليف التي تعطى بالواقع العملي، وأن عضو هيئة التدريس يمكنه اكتشاف موطن الخلل في التكليف من حيث استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي أو غيرها، وينصح د. العباس بتطبيق نهج إلكتروني لكشف الاحتيال مثل برنامج Turnitin وغيرها، وهو يرى أنه لا بد من وجود تحديات ولكن – يقول -يجب علينا التكيف معها ومعالجة المشاكل وإيجاد الحلول والتحسين المستمر، ويشير إلى بعض الطلاب الذين لديهم إشكالية في المشاركة والذي حد من دخولهم التعلم الوجاهي داعيًا مراعاة ظروفهم قدر الإمكان. ويخلص د. مروان العباس إلى أن النظام الالكتروني الجديد مميز ولكن يحتاج إلى تطوير في جانب ظهور خانة العلامات النصفية والنهائية والغياب ليكون عضو هيئة التدريس مطلعًا على كافة المجاميع ويكون لديه القدرة على التعديل مع بقاء الرصد من طرف إدارة الكنترول. 
أنموذج واقعي 
وردًا على تساؤلات د. ماجد بن عبيد قالت د. شيماء خطاب إنها تعتمد في تقييميها لطلابها على عدة أشياء؛ أولها الالتزام بحضور المحاضرات، وثانيها الثقافة المعرفية التي تظهر من خلال المناقشة أو ما يكتبه الطلاب على الشات أثناء المحاضرة وأناقشهم فيه، وثالثها الالتزام بالتكاليف، ورابعها طريقة الإجابة على الاختبار النصفي والاختبار النهائي التي تُظهر إن كان هذا الطالب ينقل الإجابة أم يجمع في إجابته بين المحاضرات والكتب والثقافة والمعرفة؛ حيث من السهل التمييز بينهم لأن البون شاسع بين هذا وذاك. وتخلص د. شيماء من النقاط السابقة إلى أن التزام الطلاب بالحضور والتكاليف بجانب التفاعل المستمر شيء يحترم ويراعى عند وضع الدرجات، كما يجب مراعاة التفاوت في الظروف الاجتماعية والنفسية بين الطلاب؛ حيث يجب أن يتابع أستاذ المادة مشاركة الطلاب الكتابية عبر المحاضرة على برنامج الزووم؛ وذلك – حسب رأيها – لأن هناك طلاب لديهم فصاحة في التعبير وثقة في النفس وقدرة على الارتجال والمشاركة الصوتية، وآخرون ليس لديهم تلك الملكة أو حالت الظروف بينهم وبين التعبير الصوتي ولكنهم حرصين تمامًا على التفاعل الكتابي على الشات، وآخرون لا يتفاعلون نهائيًا لا صوتا ولا كتابة .والفروق واضحة ومحددة. 
مشكلة الوقت 
يرد د. ذوقان عبيدات على د. شيماء بأن هذا ممكن لو كان وقت المحاضرة ساعة ونصف الساعة على الأقل، حيث سيكون بالإمكان المتابعة، والرصد، وبنوع من الأريحية. لكن شخصيًا – يقول د. عبيدات - لا أقُدم المهم على الأهم، لا أقدم قراءة ما يُكتب، ورصده، لوجود شرح المدرس، وحواره مع الطلبة، ومغالبة الوقت. وهنا يقترح د. عبيدات إرفاق الملف الكتابي الخاص بمشاركات الطلبة الكتابية، فور الانتهاء من المحاضرة، لرصد المشاركات، والوقوف على مستويات الطلبة، والفروقات الفردية بينهم؛ فبانتهاء المحاضرة على برنامج الزووم لا يمكن الرجوع إلى المحادثات، والمشاركات الكتابية، بخلاف برنامج التيلجرام. 
أخذ ورد 
ترد د. شيماء أنه لو تراوح عرض الباور بوينت ما بين 14-17ورقة فيمكن عندئذ أن تكون هناك مساحة لإشراك الطلاب والطالبات في التفاعل مع المحاضرة ويتبقى خمس دقائق لقراءة ومتابعة التعليقات على الشات والتقييم. يرد عليها د. عبيدان بأن الشرائح لديه تصل إلى 15 شريحة، وأنه يُشرك عدد لا بأس به من الطلبة في قراءتها، أما الخمس الدقائق فهو يرى أنها لا تسعف لقراءة ما يُكتب في الشات، وأن ذلك يحتاج على الأقل من 12 إلى 15 دقيقة لقراءة المكتوب. فترد د. شيماء بأنه أثناء الشرح يمكن إلقاء نظرة على الشات. فيرد د. عبيدات أنه يبذل الجهد في ذلك رغم عدم كفايته، ويقترح طلب المحاضرات الإضافية كحل، خاصة – يقول – حين يكون لديه خمس مواد. 
أهل مكة أدرى بشعابها 
د. ممدوح الحنيف يرى أن عضوٍ هيئة التدريس هو الأعلم والأجدر بمستوى طلابه من الناحية العلمية والأكاديمية وإدارة القاعة، أما فيما يخص عمل إدارة الجامعة فلديها – برأيه - فريق متخصص وخطة عمل مدروسة لكل ما يُنجح العمل في الجامعة وفق اللوائح والقوانين المسموح لها العمل فيه. 
الخبرة كفيلة بالتحكم 
بحسب د. شيماء لو قام أستاذ المادة بعمل تدريب زمنى لنفسه قبل المحاضرة مع ترك مساحة زمنية للارتجال خارج النص المعد من قبله، يستطيع التحكم تمامًا في الوقت مع كثرة الممارسة، مؤكدة أن كل عام إضافي في التدريس سيمنح أستاذ المادة قدرة أكبر في التحكم بالوقت وقياس الفروقات الفردية بين الطلاب. فيرد عليها د. عبيدات معاتبًا بإشارته السريعة لخبرته الطويلة في التدريس وشهاداته الأكاديمية، لافتًا إلى أن المعلم يبدأ تدريسه إما بالمحاولة والخطأ، أو سؤال أهل الخبرة، أو استدعاء نموذج تدريسي من ذاكرته طويلة المدى، والأمر أشبه بالمستحيل لمن تمرس في التدريس. فترد د. شيماء إلى أنها تتحدث عن المساحة الإضافية لتوضيح الشرح المكتوب وأن الممارسة تعودنا على التحكم في الوقت، وتضرب د. شيماء مثالًا بالمشاركة عبر المنصات العلمية في المؤتمرات الدولية؛ حيث يكون الوقت المتاح لا يتجاوز 15دقيقة ومع ذلك نستطيع تمامًا أن نتحكم في عرض البحث العلمي الذي يتجاوز الثلاثين صفحة. وفي حين يشير د. عبيدات أن الموضوع يطول شرحه، تؤكد د. شيماء أنها لا  تعاني من مشكلات في الوقت ولا تقييم الفروق الفردية. 
تنويع أدوات التقييم 
الدكتور موسى محمد نور الضو يرى وجوب تنويع أدوات التقييم بين اختبارات قصيرة ومناقشات مباشرة ومهام فردية وعروض تقديمية، وتخصيص جزء من التقييم للاختبارات الشفهية عبر المنصة المرئية للتأكد من فهم الطالب، وتصميم أسئلة قصيرة أثناء المحاضرة، ويوافقه الدكتور حافظ لصفر بن محمد في نقطة الاختبارات الشفهية من حيث أن الكتاب المقرر مرجع معرفي أكاديمي يتيح إمكانية الغش منه.  
العملية التعليمية تفاعلية 
يبدو أن مداخلة د. ماجد بن عبيد كانت خير خاتمة للنقاش؛ حيث قال : إنني أؤمن بأن العملية التعليمية عملية تفاعلية تتطلب مشاركة من الجميع، وأن التطوير المستمر هو أساس نجاحها. ولهذا السبب، قمت بتنظيم تصويت للطلاب حول مدى فهمهم للمادة، مؤكدًا لهم أن هذا ليس أمرًا إداريًا، بل جزءًا أساسيًا من عملية تطوير المادة وطريقة تدريسها. ويضيف : أنا لا أتعالى على الطلاب، ولا أرى نفسي فوق النقد أو التقييم، بل أعتبر أن إخفاقي في إيصال المعلومة هو سبب كافٍ للاعتذار عن تدريس المادة، لأن الهدف هو تمكين الطالب لا مجرد تقديم محتوى أكاديمي. ويدعم د. بن عبيد كلامه بصور تشير إلى استخدامه لطرق متعددة تقنية وتربوية واستطلاعية تعكس ديناميكيته في التدريس. 
دعوة لندوة نقاشية 
وفي حين يحصر د. ذوقان عبيدات الموضوع بإتاحة المجال للمدرس لتقييم مشاركات الطلبة، وأن يكون له نصيب من التقييم خارج الواجبات والتكاليف الكتابية ( 10 درجات مشاركة)، يقترح د. إبراهيم العجلوني تنظيم ندوة نقاشية حول الموضوع، يشارك فيها مختصون، وتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه. 
رد إدارة الجامعة 
الجدير بالذكر أن الموقف الرسمي من إدارة الجامعة تجاه المناقشة تمثلت بمشاركات الدكتورة زينب بسيوني نائبة وكيل الجامعة، وهو الموقف الذي أفردنا له خبرًا مستقلًا في غير هذا المكان، وهو يعكس بوضوح رقي العقل الذي يقود الجامعة من نجاح إلى نجاح. 
 

واتس آب