عميد كلية الدراسات الإسلامية د. عبدالرازق البكري في حديث صريح لأعضاء هيئة التدريس

عميد كلية الدراسات الإسلامية د. عبدالرازق البكري في حديث صريح لأعضاء هيئة التدريس
  • يجب تحمل الأمانة سواء في الإشراف على الرسائل العلمية أو في المشاركة بمناقشاتها
  • مرحلة الدكتوراه للطالب هي بداية الطريق في ميدان البحث العلمي الحقيقي وليس النهاية
  • يجب أن يكون للمشرف بصمة حقيقية في عمل الطالب، وعدم الاكتفاء بالإشراف الصوري

تقرير/ أنيسة أحمد عثمان الزكري

أكد عميد كلية الدراسات الإسلامية في الجامعة الإسلامية بمينيسوتا المركز الرئيسي الدكتور عبدالرازق البكري أن مرحلة الدكتوراه للطالب هي بداية الطريق في ميدان البحث العلمي الحقيقي، وليس كما يُظن أنها نهاية الطريق؛ موضحًا أن منح الطالب درجة الدكتوراه لا يعني أن الطالب قد أصبح باحثًا مستقلًا بصورة نهائية؛ بل يعني أن أعضاء القسم قد أجازوا هذا الطالب كباحث يخطو أولى خطواته في مشوار البحث العلمي الطويل؛ ولا يجوز التعامل معه على أنه قد بلغ مستوى متقدمًا من الاستقلالية العلمية.

تصريحات العميد البكري السابقة جاءت في سياق بيانه لأهمية دور المشرف العلمي في مرحلة الدكتوراه، وذلك في أثناء حديثه لأعضاء هيئة التدريس ضمن اجتماع انعقد برئاسته يوم الأحد الموافق 6 نيسان أبريل 2025م، الساعة العاشرة مساء بتوقيت مكة المكرمة؛ لمناقشة ترتيب الأمور الأكاديمية بالكلية والوقوف على جاهزية الدكاترة للفصل الدراسي الصيفي الذي بدأ في اليوم السابق للاجتماع.

وشدد الدكتور عبدالرازق البكري على وجوب مساعدة الطالب في هذه المرحلة (يقصد مرحلة الدكتوراه)؛ لأنه "يضع قدمه على أول درجة من سلم البحث العلمي" بحسب تعبيره، منوّهًا بأن من مسؤوليات المشرف أن يوجّهه ويصحح مساره، وأن تكون له بصمة حقيقية في عمل الطالب، محذرًا من الاكتفاء بالإشراف الصوري.

ونبه عميد كلية الدراسات الإسلامية إلى أن المشرف مادام قد قبل تكليفه بالإشراف على الطالب؛ فقد وجب عليه القيام بذلك بأمانة؛ من خلال ترك بصمة واضحة في عمل الطالب، سواء كان يتقاضى مقابل ذلك أجرًا – يقول العميد - أم لا.

وتحدث العميد البكري عن طالبة كان يشرف عليها في مجال "القراءات وطرق المغاربة والمشارقة"؛ وقال إنها لم تكن تبذل الجهد الكافي في البداية، ووصف كيف انقلب حالها بعد أن اجتهد في توجيهها توجيهًا مدروسًا ودقيقًا، وكيف بدأت تأخذ الموضوع بجدية، حتى أصبحت أكثر التزامًا، وتطور أداؤها حتى قاربت على الانتهاء من الرسالة. واستدل العميد بهذا المثال لبيان قناعته بأن الطالب إذا لم يجد توجيهًا جادًا في البداية، فقد يسير في الطريق الخاطئ، أو يفقد الحماس، ومن ثم تفقد الرسالة قيمتها العلمية، أو بتعبير المفكر السوري عمر عبيد حسنة "تصبح الرسائل العلمية كأوراق عملة نقدية في اقتصاد يعاني من التضخم".

وكان الدافع لاستغلال الدكتور البكري اجتماعه بأعضاء هيئة التدريس لتسليط أضواء كاشفة على هذا الموضوع "أن كثيرًا من طلاب الدراسات العليا يعانون من غياب المتابعة الحقيقية من قبل مشرفيهم" حسب قوله؛ مجددًا دعوته إلى ضرورة الحرص على متابعة الطالب، والمبادرة بتقديم التوجيهات؛ وعدم الانتظار لتسليم الفصول لمراجعتها مراجعة سطحية.

وكما أخذ موضوع "الأمانة في الإشراف على الرسائل" شطرًا من حديث العميد، استحوذ على الشطر الثاني موضوع "الأمانة في المناقشات العلمية للرسائل"؛ حيث أوضح أن بعض المشرفين يشاركون في المناقشات العلمية للرسائل ويتقاضون على ذلك أجرًا، ولكن – يستدرك العميد - دون أن يكون لهم إسهام علمي حقيقي، مؤكدًا أن ذلك يتنافى مع الأمانة العلمية، التي توجِب عليهم أن يقدموا ملاحظات علمية بنّاءة.

وثمّن الدكتور البكري أهمية أن يسجل كل عضو ملاحظاته أثناء المناقشات أو الندوات، وأن يستفيد منها في تطوير معرفته الأكاديمية، قائلاً بالحرف: "أنا نفسي إذا خرجت من ندوة أو مناقشة بمعلومة واحدة جديدة، أفتح كراستي وأسجلها، لأنني مسؤول عن الاستفادة منكم".

وكي لا يشعر الدكاترة بشيء من الحدة في حديث العميد، أكد في ختامه أنه لا يقصد منه توجيه اللوم لأي أحد، وإنما أراد فقط أن يُذكّر الحضور بمسؤولياتهم العلمية، "فأنتم جميعًا أفضل مني، ولكني أتكلم من باب النصح والتذكير" قال العميد في نهاية حديثه الذي اختتمه بالدعاء بالتوفيق للجميع، وبالدعوة لمزيد من التعاون بين أعضاء هيئة التدريس لخدمة الطلاب والارتقاء بالمستوى البحثي للكلية.

لم يكتف العميد بحديثه المطول والمفصل للدكاترة بل ترك مجال التعقيبات والنقاش البيني لأعضاء هيئة التدريس، الذين استمع لهم وناقشهم في بعض النقاط بشكل ودي ومتميز، قبل أن يقرروا الخروج من الاجتماع – الذي استمر ساعة كاملة - بالتوصيات الآتية التي تم تحديدها بناء على ما ورد في حديث العميد :

  1. التأكيد على أن مرحلة الدكتوراه هي بداية البحث العلمي، وليست نهايته.
  2. ضرورة تحمل المشرف العلمي لمسؤولياته كاملة تجاه الطالب.
  3. إلزام المشرف بترك بصمة واضحة في عمل الطالب الأكاديمي.
  4. وجوب المتابعةالجادة والدورية للطلاب، لا سيما في مراحلهم الأولى.
  5. تعزيز الأمانة العلمية في الإشراف والمناقشات.
  6. تشجيع أعضاء هيئة التدريس على تدوين الملاحظات والاستفادة من اللقاءات العلمية.
  7. عقد لقاءات دورية داخل الكلية لمناقشة تطوير الإشراف العلمي.
  8. التنبيه على الالتزام بمواعيد المحاضرات في الأوقات المحددة وعرض المحاضرة لطالب بشكل متميز وأن يكون الدكتور قريب من الطالب بشكل أفضل..
  9. سرعة إعطاء الطلاب التكاليف من الأسبوع الأول ومتابعتهم.
  10. سرعة رصد درجات التكاليف أولا بأول ومتابعة الطلاب.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* مسؤولة الشؤون الإدارية والإعلامية بكلية الدراسات الإسلامية